رسالة احمد في الفرقان ان الصلوات الخمس التي اجمعت عليها الامة تخالف القران وهي شرك بالله وعبادة الشيطان

كتاب الله يثبت بالأدلة القاطعة أن الصلوات المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات مما يعني أن الصلوات 5 التي يصليها المسلمون اليوم بنظام الركعات العددية باطلة لمخالفتها كتاب الله في أهم ركن لها وهو الوقت  


الدليل الأول 

الصلوة المفروضة كتابا موقوتا وليس كتابا معدودا اي انها صلوة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات


- يقول الله عز وجل :- ( ….إِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰبًا مَّوْقُوتًا (103))-(النساء)، ففي هذه الاية يقول الله " كتابا موقوتا "  ولم يقل " كتابا معدودا " لانها صلوة موقوتة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات ، وان الله سوف يحاسبنا في يوم الحساب على اقامتها والمحافظة عليها بنظام الوقت وليس بنظام عدد الركعات  المتعارف عليه اليوم.


- يخبرنا الله في هذه الآية أن الصلوة المفروضة على المؤمنين في كل زمان ومكان كتابا موقوتا ، فهي كتابا واضح ومكتمل الشروط والاحكام لصلاتها كما أمر الله ، وهي موقوتة تقدر بالوقت الذي لا يمكن تقديمه أو تأخيره او تقصيره أو تعويضه أو التلاعب فيه نهائيا ، ويكون كل هذا الوقت صلوة من بدايته الى نهايته  ، ومعنى موقوت المذكور في الاية يختلف عن معنى ميقات المذكور في آيات أخرى من كتاب الله. 


الفرق بين معنى "موقوت" و "ميقات" في كتاب الله

موقوت ( صفة ) وهو اللفظ الذي ورد في الاية ( ….إِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰبًا مَّوْقُوتًا (103))-(النساء) ، فالموقوت لفظ يطلق على وصف أي شيء له مقدار معين من الوقت يجب التقيد به كاملا من بدايته الى نهايته، اي انه وقت موقوت يتناقص تدريجيا من البداية الى النهاية ، وهذا الوقت لا يمكن تقديمه او تأخيره او تنقيصه أو التلاعب فيه نهائيا.

الميقات (ظرف) وهو الوقت المعروف أو المعلوم للناس والذي يقام فيه حدث ما أو شيء ما ، فوقت هذا الميقات له طول من البداية الى النهاية.

 

أمثلة من كتاب الله على استخدام كلمة ميقات لذكر وقت معروف أو معلوم للناس يقام فيه حدث ما 


يقول الله عز وجل :- ( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)) - ﴿ الشعراء ﴾

يقول الله عز وجل :- ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ (143)) - ﴿ الأعراف ﴾

يقول الله عز وجل :- ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)) - ﴿ النبإ ﴾

يقول الله عز وجل :- ( لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)) - ﴿ الواقعة ﴾


مثال بسيط عن القنبلة الموقوتة لفهم حقيقة الصلوة الموقوتة المفروضة

- الصلوة المفروضة موقوتة لانها تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات كما هو متعارف عليه اليوم في الصلوات 5 التراثية ، وحتى يفهم الجميع المعنى الصحيح لكلمة موقوت الواردة في الاية السابقة اضرب لهم مثال بسيط شائع الاستخدام لنفس الكلمة وهي " القنبلة الموقوتة " ، فكلنا نعلم ان القنبلة الموقوتة يتم توقيتها بمقدار معين محدد من الوقت له بداية ونهاية ، وهذا الوقت يبدأ من لحظة تشغيل الموقت للقنبلة الموقوتة  وينتهي عندما يحدث الانفجار ، أي أن هذا الوقت المعين المحدد في القنبلة الموقوتة يتناقص تدريجيا من بداية التوقيت وتشغيل الموقت حتى يصل هذا التوقيت الى نهايته فيحدث الانفجار ، وهذا الوقت المعين المحدد بعد توقيته لا يمكن تقديمه او تأخيره او تنقيصه أو التلاعب فيه نهائيا ، فهو وقت معين محدد من بدايته عندما بدأ توقيت القنبلة الى نهايته عندما انتهى ذلك الوقت وحدث الانفجار ، فهذا الوقت الموقوت للقنبلة الموقوتة الذي يتناقص تدريجيا من بدايته الى نهايته ويحدث الانفجار هو نفسه الوقت الموقوت للصلوة المفروضة الموقوتة الذي يتناقص تدريجيا من بدايته إلى نهايته وتنتهي الصلوة ، فالصلوة المفروضة الموقوتة لها مقدار معين من الوقت محدد من بدايته الى نهايته ، وهذا الوقت المعين المحدد هو نفسه الوقت الموقوت الذي يتناقص تدريجيا من بداية الصلوة الى نهايتها ، وهذا الوقت الموقوت لا يمكن تقديمه او تأخيره أو تقصيره أو التلاعب فيه على الاطلاق.

 

فمثلا صلوة الفجر لها مقدار معين محدد من الوقت الموقوت الذي يجب صلاته كاملا من بدايته إلى نهايته ، فوقت صلوة الفجر يبدأ في الفجر الصادق عندما يتبين الخيط الأبيض من الفجر وينتهي هذا الوقت في الضحى عندما تطلع الشمس فيزول احمرار قرصها ويتحرك الظلال على الارض ، والصلوة الوسطى لها مقدار معين محدد من الوقت الموقوت الذي يجب صلاته كاملا من بدايته الى نهايته ، فوقت الصلوة الوسطى يبدأ لدلوك الشمس قبل غروبها بمقدار 10 أو 15 دقيقة تقريبا ، ويكون حينها قرص الشمس محمر والظلال ممددا ساكنا عن الحركة ساجدا لله الواحد القهار ، وينتهي وقت الصلوة الوسطى مع دخول أول ظلام الليل ، وصلوة العشاء لها مقدار معين محدد من الوقت الموقوت الذي يجب صلاته كاملا من بدايته إلى نهايته ، فوقت صلوة العشاء يبدأ في أول ظلام الليل ويتصل مباشرة مع نهاية وقت الصلوة الوسطى من قبله ، فالصلوة الوسطى وصلوة العشاء صلاتان متصلتان متتابعتان واحده تلو الاخرى ، وينتهي وقت صلوة العشاء في غسق الليل عندما تشتد الظلمة ويسود الظلام الحالك في كل مكان ، ونافلة الليل وهي صلوة غير مقدرة بالوقت يبدأ وقتها بعد صلوة العشاء مباشرة عندما يسود الظلام الحالك في كل مكان ، ويستمر وقتها طوال الليل حتى نهايته قبيل صلوة الفجر في اليوم التالي.

 

الخلاصة

الصلوة المفروضة موقوتة في إقامتها ( لأنها تقدر بالوقت الموقوت الذي يتناقص تدريجيا من بدايته الى نهايته ولا يمكن تقديمه أو تأخيره او تعويضه نهائيا  ) ، وهي في نفس الوقت صلوة ميقات ( لأنها تقام في وقتها المعلوم المحدد بين حدين أو علامتين للبداية والنهاية ) 


الدليل الثاني

لأن الصلوة المفروضة الموقوتة تقدر بالوقت الذي يجب على الجميع صلاته كاملا من بدايته إلى نهايته في نفس الوقت فقد اقتضت الضرورة تشريع صلوة القصر وقت الحرب كحل وحيد يضمن استمرار الحراسة في جيش المسلمين دون انقطاع

 

 يقول الله عز وجل :- { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰوةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوٓا ۚ إِنَّ الْكٰفِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا } - [ سورة النساء : 101 ]

يتكلم الله في هذه الاية عن تشريع القصر أو التقصير من وقت الصلوة المفروضة الموقوتة وقت الحرب ، ( ومعنى القصر أو التقصير من الصلوة هو القصر أو التقصير من طول ميقات الصلوة المفروضة إلى النصف ، فهو قصر أو تقصير من مقدار وقت الصلوة المعين المحدد من بدايته الى نهايته الى النصف ) ، شرع الله القصر من الصلوة وقت الحرب لأنه الحل الوحيد المتاح لاستمرار الحراسة في جيش المسلمين دون انقطاع بسبب انشغالهم جميعا في الصلوة في وقت واحد مما يجعلهم فريسة سهلة لهجمات عدوهم خصوصا وقت السجود وابتعادهم عن أسلحتهم ، فقد جعل الله وقت الصلوة المفروضة الموقوتة مقدسا يجب على الجميع التقيد به وصلاته كاملا من بدايته إلى نهايته ، وهذا الوقت المقدس للصلوة المفروضة عندما يمضي لا يعود وليس له وقت بديل آخر يمكن فيه قضاء الصلوة الضائعة ، ولذلك تشريع القصر من الصلوة وقت الحرب اقتضته الضرورة الاستثنائية الملحة حتى تستمر الحراسة في جيش المسلمين وقت الصلوة دون انقطاع وتستمر الجهوزية القتالية دون توقف لصد اي هجوم  عليهم أثناء انشغالهم بالصلوة الجماعية في وقت واحد ، وبفضل هذا التشريع الإلهي والرخصة الالهية بالقصر من الصلوة وقت الحرب فقد عفى الله المجاهدين من نصف وقت الصلوة المفروضة من أجل استخدامه في الحراسة بالتناوب بين طائفتين  بحيث تصلي كل طائفة نصف الوقت وتحرس نصف الوقت الآخر  ، ففي الحرب ينقسم المسلمون الى طائفتين يتناوبون فيما بينهم على الحراسة والصلوة وتصلي كل طائفة نصف الوقت فقط وتعفى من النصف الآخر من أجل القيام بمهام الحراسة ، فعندما تصلي الطائفة الاولى نصف الوقت تقوم الطائفة الثانية بمهام الحراسة ثم يتبادلون المواقع فتصلي الطائفة الثانية نصف الوقت المتبقي وتقوم الطائفة الاولى بالحراسة.

 

الخلاصة

ان السبب الرئيسي الذي من اجله شرع الله القصر أو التقصير من الصلوة وقت الحرب هو ضمان استمرار الحراسة 24 ساعة دون توقف بسبب انشغال المسلمين جميعا في الصلوة في وقت واحد  ، لأن هذه الصلوة المفروضة الموقوتة تقدر بالوقت الموقوت الذي يجب صلاته كاملا من بدايته الى نهايته ، فعندما يدخل وقتها يجب على المسلمين جميعا الدخول فيها في نفس الوقت بصلوة جماعية موحدة مما يعني توقف الحراسة وقت الصلوة نتيجة انشغال المسلمين جميعا في الصلوة الجماعية في وقت واحد ، ولذلك كان التشريع الإلهي بالقصر من الصلوة كحل وحيد لا يوجد غيره على الإطلاق لاستمرار الحراسة وقت الصلوة ، فلو كانت الصلوات المفروضة تحسب بعدد الركعات المعمول بها في الصلوات 5 التراثية لما وجدت مشكلة في توقف الحراسة من الاساس ولما اقتضت الضرورة إلى التقصير من الصلوة اصلا ، لان الصلوات 5 التراثية تعتمد نظام عدد الركعات التي يمكن صلاتها في وقتها المحدد تراثيا خلال 10 دقائق او أقل من ذلك ،فلا يوجد فيها شرط الوقت الذي يجب على الجميع التقيد به وصلاته كاملا من بدايته إلى نهايته في وقت واحد وصلوة جماعية واحدة ،  فاوقات الصلوات 5 التراثية يتفاوت من فريضة الى أخرى ، مثلا وقت صلوة الفجر التراثية يمتد من الفجر الصادق الى طلوع الشمس أي ساعة تقريبا ، ووقت صلوة الظهر التراثية يمتد من الظهر الى العصر أي 3 ساعات تقريبا ، ووقت صلوة العصر التراثية يمتد من العصر إلى المغرب أي 3 ساعات تقريبا ، ووقت صلوة المغرب التراثية يمتد من المغرب الى العشاء اي ساعة تقريبا ، ووقت صلوة العشاء التراثية يمتد من العشاء الى منتصف الليل اي 5 ساعات تقريبا ، ولذلك نجد  في الصلوات 5 التراثية ان الجميع يستطيع اداء ركعات الفريضة التراثية كاملة في وقتها دون ان تتوقف الحراسة ، وفيها يستطيعون الانقسام الى طائفتين والتناوب فيما بينهما على الصلوة والحراسة دون اي مشاكل ، وفيها تستطيع الطائفة الاولى أن تصلي ركعاتها التراثية سواء كانت 2 او 3 او 4 ركعات خلال 10 دقائق او اقل بينما تقوم الطائفة الثانية بمهام الحراسة ، وبعد ذلك يتم تبادل المواقع فتنتقل الطائفة الاولى الى الحراسة وتأتي الطائفة الثانية تصلي ركعاتها سواء كانت 2 او 3 او 4 ركعات خلال 10 دقائق او اقل وانتهى كل شيء.

 

فيا امة الاسلام لا تتعصبوا لكتب التراث فقد وضعها بشر مثلكم وليست منزلة من عند الله ،  تدبروا الآيات وحكموا كتاب ربكم دون تعصب او حكم مسبق  ، فلو كان الله شرع الصلوات 5 بنظام عدد الركعات كما تزعم كتب التراث لما وجدت مشكلة توقف الحراسة وقت الحرب من الأساس ولما وجدت ضرورة لتشريع القصر من الصلوة اصلا ، فلماذا اذا شرع الله التقصير من الصلوة وقت الحرب مع هذه الصلوات 5 التي تعتمد نظام الركعات دون ان تكون هناك مشكلة توقف الحراسة ، لا توجد ضرورة لهذا التشريع في الصلوات 5 بالذي يعتمد نظام عدد الركعات نهائيا ، لان الجميع يستطيعون فيها أداء ركعاتهم التراثية كاملة في وقتها دون أن تتوقف الحراسة ، فلا توجد فيها مشكلة توقف الحراسة من الأساس ولا توجد فيها ضرورة لإنقاص عدد الركعات التراثية التي يمكن ادائها خلال اقل من 10 دقائق ، اليس كل ما سبق توضيحه يعتبر دليل قاطع يثبت أن الصلوة المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات.

 

 

 

الدليل الثالث

استخدم الله في آية تشريع القصر من الصلوة وقت الحرب لفظ " تقصروا "  الذي يستخدم مع طول ميقات الصلوة ولم يستخدم لفظ " تقللوا " أو " تنقصوا " الذي يستخدم مع عدد الركعات 

 

قسم التراثيون صلواتهم المفروضة الى 5 فرائض تقوم جميعها على نظام الركعات العددية ولا تعتمد نظام الوقت نهائيا ، وجعلوا لكل فرض من الفروض 5 التراثية عدد محدد من الركعات يجب صلاتها في وقتها المحدد تراثيا ، فمثلا صلوة الفجر تتكون من ركعتين تراثيتين ، وكل من صلوات الظهر والعصر والعشاء تتكون من 4 ركعات تراثية ، وصلوة المغرب تتكون من 3 ركعات تراثية ، وعلى ضوء هذا التقسيم التراثي للركعات العددية فقد زعموا أن معنى القصر من الصلوة في الاية هو التنقيص أو التقليل من عدد الركعات التي صنعوها بايديهم وليست من عند الله ، وارد عليهم بالقول 

 يقول الله عز وجل :- { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰوةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوٓا ۚ إِنَّ الْكٰفِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا } - [ سورة النساء : 101 ]

إذا كان معنى القصر من الصلوة هو التقليل او التنقيص من عدد الركعات لكان الله استخدم معه اللفظ المناسب للعدد وهو " تقللوا " أو " تنقصوا " ولكن الله استخدم في الاية اللفظ المناسب للطول وهو " تقصروا "  ، لان الله يتكلم عن القصر او التقصير من الصلوة ، وهو تقصير طول ميقات الصلوة المفروضة ووقتها الى النصف ، فلانه طول ميقات الصلوة فطبيعي ان يستخدم الله اللفظ " تقصروا " مع الطول ، فلا توجد علاقة بين تقصير الوقت المعني وتقليل عدد الركعات التي صنعوها من خيالهم وليس لها اي ذكر في الاية نهائيا ، فمن سابع المستحيلات ان يتكلم الله في القرآن عن تنقيص أو تقليل عدد الركعات ويقول اللفظ  " تقصروا" الذي يستخدم مع الطول بدلا من قوله اللفظ الصحيح " تقللوا " أو " تنقصوا " الذي يستخدم مع العدد ويخالف أبسط قواعد اللغة العربية.

 

الخلاصة

الحكمة من تقصير وقت الصلوة إلى النصف في الحرب هو ضمان استمرار الحراسة على مدار الساعة ، فينقسم المسلمين إلى طائفتين واحدة تصلي والثانية تحرس ثم العكس ، أي أن كل طائفة تصلى نصف وقت الصلوة المفروضة فقط وتحرس في نصف الوقت المتبقي الذي رخص الله لهم تركه ، فهذا التقصير حل وحيد لاستمرار الحراسة على الدوام ولا يوجد حل غيره نهائيا مع الصلوة الموقوتة المفروضة التي تعتمد نظام الوقت فقط ، لأن الصلوة المفروضة تبدأ من الجميع في وقت واحد لأنها صلوة جماعية واجبة وليست فردية ، ولها مقدار معين من الوقت يجب صلاته كاملا من بدايته إلى نهايته ، فعندما يحين وقت الصلوة يجب على الجميع الدخول فيها في نفس الوقت ، وعندما يسجدون جميعا في نفس الوقت تكون الخطورة الكبيرة بأنهم معرضون للهجوم من عدوهم وتزيد الخطورة بزيادة طول السجود ، ولذلك شرع الله القصر من الصلوة وقت الحرب حتى تستمر الحراسة وقت الصلوة دون توقف.

 

 

 

للتأمل والتدبر

عندما تكلم الله عن الصلوة انها كتابا موقوتا بقوله عز وجل :  " إِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰبًا مَّوْقُوتًا " فقد ذكرها في نهاية الايات التي تكلم فيها عن تشريع القصر من الصلوة المفروضة وقت الحرب ، يقول الله عز وجل :- { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلٰوةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيٰمًا وَقُعُودًا وَعَلٰى جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلٰوةَ ۚ إِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰبًا مَّوْقُوتًا } - [ سورة النساء : 103 ] اليس هذا الترتيب القراني المحكم تحذير من الله للناس على قدسية وقت الصلوة الذي يجب المحافظة عليه كاملا  بمجرد انتهاء الخوف وعودة الامن والامان والاطمئنان في الظروف الطبيعية ، فالله ينبهنا ان رخصة القصر من الصلوة وقت الحرب ليست الا حالة وحيدة استثنائية اقتضتها الضرورة لضمان استمرار الحراسة وقت الصلوة دون ان يكون لها حل اخر.

  


فالصلوة الموقوتة لها وقت معين او طول ميقات محدد بدايته ونهايته ، وهذا الوقت لا يمكن تنقيصه او تقديمه أو تأخيره أو تعويضه ، وإن الله سوف يحاسبنا يوم الحساب على الصلوة بالوقت وليس بعدد الركعات التي صنعها الناس بأيديهم.

 

الدليل الرابع

- لأن الصلوة الموقوتة المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات فقد عين الله مقدار وقت معين متصل مستمر لصلاتي الوسطى والعشاء وحدد بدايته عند دلوك الشمس  ونهايته في غسق الليل

 

يقول الله عز وجل :- ( أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ …...) - (الإسراء) ، في هذه الآية يأمرنا الله عز وجل ان نقيم الصلوة من دلوك الشمس إلى غسق الليل ، فهو مقدار معين من الوقت المحدد من بدايته عند دلوك الشمس الى نهايته في غسق الليل ، فهو وقت صلوة واحد مستمر متصل لصلاتين متتابعتين واحدة تلو الأخرى هما الصلوة الوسطى وصلوة العشاء ، أي أنه وقت صلوة واحد فيه اتصال واستمرارية من دلوك الشمس إلى غسق الليل ، اليست هذه الآية دليل قاطع يثبت ان الصلوات المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات.

 

 

الدليل الخامس

لان الصلوة الموقوتة المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات فقد فرض الله مقدار من الوقت هو نصف الليل أو زيادة عليه أو انقص منه قليلا في قيام الليل التي كانت اول صلوة مفروضة على النبي  قبل تخفيفها الى نافلة في وقت لاحق

 

يقول الله عز وجل :- ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)) - ( المزمل )

يتكلم الله في هذه الآيات من سورة المزمل عن مقادير من الوقت لفريضة صلوة قيام الليل عندما كانت مفروضة على النبي في أول الأمر قبل نسخها الى نافلة في وقت لاحق ، وهذه المقادير من الوقت هي الليل إلا قليلا او نصفه أو انقص منه قليلا أو زيادة على النصف بما شاء من الوقت ، فهي مقادير أوقات من الليل أمر الله نبيه أن يصليها كما بين له وليس فيها ذكر لعدد الركعات نهائيا.

 

الدليل السادس

لان الصلوة الموقوتة المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات فقد أثنى الله على النبي وطائفة من الذين معه لأنهم كانوا يقومون الليل بمقادير من الوقت هي ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه

 

يقول الله عز وجل :- ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ………..) - ( المزمل )

تأمل وتدبر في هذه الاية عندما أثنى الله عز وجل على النبي وطائفة من الذين معه لانهم كانوا يقومون ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ، أليست هذه مقادير من الوقت من الليل وليست عدد من الركعات التي لم تذكر في الاية وليس لها وجود في كتاب الله كاملا.

 

الخاتمة

أليست كل الأدلة القاطعة السابقة مجتمعة تثبت أن الصلوة المفروضة تقدر بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات ، اليست تثبت هول الكارثة بالشرك أن الصلوات 5 التي تصليها الامة اليوم بنظام عدد الركعات تخالف كتاب الله تماما ، أليست تثبت هول الكارثة بالشرك ان امة 3 مليار يصلون الان صلوات شركية بسبب اتباعهم التراث وهجرهم كتاب ربهم المنزل ،  أليست تثبت أن دين البخاري والكافي واخواتهما شرك وضلال وطريق سريع الى عذاب النار لمخالفته كتاب الله المنزل ،  أليست تثبت ان الاشرار يعتمدون على صنع دين تراثي شيطاني مزيف يضفون له صفة القداسة ثم يسوقونه عبر اتباعهم من رجال الدين لإضلال الناس عن كتاب ربهم المنزل ،  اليس هذا الدين التراثي  البديل لكتاب الله هو نفسه من زيف صلوة الوقت واستبدلها بصلوات 5 شركية اضفى لها صفة القداسة حتى تترسخ في عقول الناس أنها من عند الله الواحد زورا ، أليست كافية لتدق ناقوس الخطر الآن بالتوبة الى الله توبة نصوحا وجعل كتاب الله المصدر الوحيد للتشريع ، فكيف لهذه الامة ان تستمر في تعصبها الى تراثها الشيطاني بعد ثبوت تزييف صلوة الوقت التي أنزلها الله واستبدالها بصلوات 5 شركية صنعها الناس بأيديهم ، فاي قداسة تكون لكتب التراث بعد هول هذه الكارثة وضياع أعمارنا بصلوات شركية محرمة

 

بلاغ للحاكم والمحكوم بوجوب اقامة صلوات الوقت وادعوا كل علماء الامة ان يحاججوني الدليل بالدليل والحجة بالحجة من كتاب الله بما ذكرته في هذا الكتاب

حكم الله أن الصلوات 5 وصلوة الجمعة شرك بالله صنعها الناس بأيديهم وليست من عند الله ، فهي محرمة في كتاب الله لأنها صلوات تعتمد نظام عدد الركعات وليس نظام الوقت ، ولأنها صلوات تصلى خارج أوقاتها التي أنزلها الله في كتابه ، ولان شكل صلاتها الحركية يتضمن كلام خارجي عن ذكر الله ، ولان شكل صلاتها الحركية يتضمن حركات مستحدثة تفسد الصلوة مثل ركوع انحناء الظهر الذي يبطل السجود خرورا من وضعية القيام ، فالصلوات 5 والجمعة تغضب الله غضبا شديدا وتؤدي بصاحبها الى نار الجحيم والسعير الأرضية بعد حدوث الساعة والقيامة الصغرى ثم إلى نار جهنم بعد قيام القيامه الكبرى ، فالصلوة عند الله هي صلوة الوقت بالغدو والآصال او بكرة وعشيا او طرفي النهار وزلفا من الليل او بكرة وأصيلا ، وعددها ثلاث صلوات هي الفجر والوسطى والعشاء ، وقت صلوة الفجر ساعة كاملة يكون كله صلوة ، الصلوة الوسطى والعشاء ساعة كاملة فهما صلاتان متصلتان متتابعتان واحدة تلو الاخرى وكأنهما صلوة واحدة.

الصلوة الموقوتة هي الصلوة المفروضة المقيدة بمقدار معين محدد من الوقت الذي يجب صلاته كاملا من بدايته الى نهايته ، والصلوات المفروضة الموقوتة عددها ثلاث هي الفجر والوسطى والعشاء  ، وهذه الصلوات المفروضة الموقوتة الثلاث يجب إقامتها في وقتها الخاص بها وبنفس مقدارها المعين المحدد من الله حتى في الظروف الاستثنائية أو الشاقة أو القاهرة ولا يوجد رخصة من الله لتركها ، ولكن رخص الله في وقت الحرب التقصير من الصلوة ضرورة استثنائية ملحة ليس لها بديل على الاطلاق لضمان استمرار الحراسة دون انقطاع وقت الصلوة ، وهي الرخصة الوحيدة للتقصير من الصلوة في كتاب الله كاملا ولا يوجد رخصة غيرها ، وكذلك رخص الله رخصة عدم التقيد المكاني في ظروف معينة يكون فيه التحوط او الخوف لسبب ما قد ينجم عنه ضياع الصلوة المفروضة في وقتها المعين المحدد من الله بسبب عدم القدرة على الصلوة الطبيعية في تلك الظروف ، ففي هذه الحالة رخص الله للمؤمنين الصلوة وهم في وضعية الحركة أو التنقل أو الركوب وإعفائهم من شرط التقيد المكاني الواجب في الصلوة بالظروف الطبيعية ، ويمكنهم إقامة الصلوة وهم رجالا ( أي مترجلين على الارجل أثناء المشي او الوقوف في طوابير أو غيرها ) وكذلك يمكنهم إقامة الصلوة وهم ركبانا ( أي ركوبا بوضعية الركوب والجلوس في وسائل النقل والمواصلات المختلفة مثل السيارات أو الطائرات او القطارات او الدواب أو غيرها ) 


صلوة النافلة : هي صلوة وقتها الليل فقط ولا تجوز وقت النهار اطلاقا ، ويبدأ وقتها من بعد صلوة العشاء إلى قبيل صلوة الفجر في اليوم التالي ، وهي صلوة واجبة عند الاستطاعة فقط ويعفى منها في الظروف الاستثنائية او الشاقة او القاهرة التي بينها الله في سورة المزمل ، وهي صلوة غير مقدرة بالوقت أي أنها غير مقيدة بمقدار معين من الوقت يجب على المصلي صلاته كاملا من بدايته الى نهايته  ، وهي صلوة يكون فيها المصلي نفسه صاحب القرار في تعيين مقدار الوقت الذي سوف يصليه من الليل سواء كان ذلك الوقت دقائق معدودة او ساعات طويلة ، وهو نفسه الذي يحدد وقت ما من الليل تكون فيه صلاته سواء في بدايته أو وسطه او نهايته. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

وائل عبدالملك عبدالجبار

رسول الله الختم الامين 

 


إرسال تعليق

أحدث أقدم