بعض أخطاء الأنبياء في القران دليل قاطع على عدم عصمتهم من الأخطاء البشرية نهائيا

 أخطاء الأنبياء في القران دليل قاطع على عدم عصمتهم  من


الأخطاء البشرية وأن العصمة والتقديس لا يكون إلا لله وحده لا


شريك له وان الناس غير معصومين




الأنبياء لهم أخطاء أو هفوات أو زلات وليسوا معصومين كما يظن الكثير من الناس وعصمتهم في الوحي فقط ، وقد ذكر الله أخطاء بعض الأنبياء في القرآن الكريم ، فاخطاء الأنبياء ليست مثل اخطائنا في ذنبها بسبب منزلتهم الحساسة وتمثيلهم لله عز وجل في رسالته التي اوكلهم بها  ، فالله عندما أمرنا بالصلاة على النبي معنى ذلك هو الدعاء للنبي بالمغفرة له من الله



التقديس لا يكون إلا لله وحده لا شريك له ولا يجوز أن يشاركه فيه أي أحد من بني البشر حتى الأنبياء

فالله عز وجل هو وحده المعصوم الذي لا يخطئ في كل شيء ولذلك نحن نقول في وصفه ( سبحانه و تعالى ) ، أي تعالى ربنا وتنزه وتقدس عن الوقوع فى الخطأ الذى يقع فيه بني البشر أو أن يوصف بأوصاف تطلق على بني البشر ، فهو وحده العلي الكبير المتعال القدوس الجبار المتكبر ذو الجلال والاكرام ، ولذلك كل مخلوق يصف نفسه بأوصاف التقديس فقد تجرأ على الله في انتقاص قدسيته الالهية التي لا تكون إلا له وحده فقط ولا يشاركه فيها أي احد من البشر.


النبي والرسول والولي هو إنسان في طبيعة نفسه 


يقول عز وجل :- { إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) ( العاديات /6) 

يقول عز وجل :- { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى )( العلق/ 6)

يقول عز وجل :- { قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ  ) ( عبس/ 17 )



1- أخطاء نبي الله نوح عليه السلام في القرآن فهو غير معصوم إلا بالوحي فقط

يعلمنا الله من اخطاء الانبياء كي نتعظ ونتوب اليه، فنبي الله نوح اخطأ عندما استغفر لابنه الكافر، يقول الله عز وجل :- (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) ، فجاء الرد من الله عز وجل سريعا معاتبا بلفظ وقعه قوي على النفس بوصفه انه من الجاهلين يقول الله عز وجل :- (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ولكن نوح استشعر خطأه  فأسرع بالتوبة وطلب المغفرة من الله سبحانه على خطأه ، يقول الله عز وجل :- (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) فتاب الله جل وعلا عنه (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ   )( هود 45 ـ 48 ). 


2- أخطاء نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن فهو غير معصوم إلا بالوحي فقط

بالرغم من المكانة الرفيعة التي يحظى بها نبي الله إبراهيم عند الله ، إلا أنه عوتب عتابا لطيفا في القرآن عندما دافع على قوم لوط بعد صدور الامر الالهي بتدميرهم وعقابهم على عصيانهم وفعلهم المنكر ، ولم يكن دفاع نبي الله ابراهيم عنهم الا خوفا على لوط وأهله المؤمنين معه ، ولم يكن دفاعه عن عصاة لله عز وجل وجب عليهم العذاب ، وبالرغم من ذلك فقد عاتبه الله على دفاعه عنهم


يقول عز وجل :- (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) ) - (هود)


3 ــ اخطاء نبي الله يونس عليه السلام في القرآن فهو غير معصوم إلا بالوحي فقط

يتكلم الله في الكتاب عن خطأ نبي الله يونس عندما يأس من قومه وعدم إيمانهم برسالته ، فقرر الهروب منهم بتصرف شخصي منه دون الرجوع الى الله الذي لم يأمره بذلك ، فكان هذا الفعل منه خطأ فادحا استحق عليه قذعا شديدا من الله في كتابه ، فقد وصفه الله عز وجل بألفاظ قاسية جدا لم يوصف مثلها أي نبي آخر ، فبعد هروبه من قومه ركب في السفينة في طريقه صوب وجهته التي اختارها ، وفي وسط البحر أوشكت السفينة على الغرق بسبب زيادة الحمولة   ، فاقترعوا على إلقاء شخص واحد منهم إلى البحر حتى تخف الحمولة ولا تغرق السفينة فينجو الاخرون جميعا ، فخسر نبي الله يونس تلك القرعة وألقوه الآخرون في البحر ، فالتقمه الحوت وابتلعه ولكن الله أحياه داخل بطنه ، فأدرك نبي الله يونس خطأه وهو في بطن الحوت فتضرع لله بالدعاء وسبحه واستغفره، فاستجاب له الله وانقذه ومنحه فرصة أخرى في الحياة ، فالحوت هو النون ونبي الله يونس هو ذالنون أو صاحب الحوت 

وبخ الله نبيه يونس توبيخا شديدا فوصفه بالاباق بقوله عز وجل ( اذ ابق ) ، وهو وصف يستخدم في مخاطبة العبد فقط ولا يوصف في مخاطبة الحر على الاطلاق ، ووصف الله خسارته في قرعة النجاة وإلقائه في البحر أنه كان من المدحضين يقول الله عز وجل  (فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ )، ووصفه الله عز وجل بعد ان التقمه الحوت انه مليم أي مستحق اللوم والتوبيخ والتأنيب ، يقول الله عز وجل  (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) ، فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون ومات فيه دون إنقاذ ، ووصف الله إخراجه من بطن الحوت بقوله عز وجل " فنبذناه " ولم يقل الله " فاخرجناه" ، وهو نفس الوصف الذي قاله الله عن فرعون ، يقول الله عز وجل:- (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ )( القصص 40 ) ويقول الله عز وجل:- (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ )( الذاريات 40 ) ، ووصفه الله عز وجل بالمذموم ،يقول الله عز وجل:- (لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ ) ( القلم 49 ) ،  ولانه تاب توبة نصوحا واناب الى الله فقد قال الله عز وجل ( فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ( القلم 50 ) ، فالله يعلمنا دروس انه حتى الانبياء لهم اخطاء ولا عصمة لهم الا بالوحي فقط ليتعظ الناس ويتوبوا الى الله من تقديس بشر أو نبي أو ولي أو شجر أو حجر أو نار ….الخ.


4 ــ اخطاء نبي الله موسى عليه السلام في القرآن فهو غير معصوم إلا بالوحي فقط

غلبت على شخصية نبي الله موسى التوجس والخوف والاندفاع وسرعة الانفعال والغضب وتوقع حدوث الأسوأ في كل تصرفاته ، فهي غريزة طبيعية في حماية النفس وصد أي هجوم أو خطر مفاجيء ، فكان على الدوام وهو في حالة الجهوزية والترقب والاستعداد واتخاذ ما يلزم ، والسبب في ذلك هو نشأته وترعرعه في بيت فرعون الذي يعتبر ألد الاعداء له ولاهله ولقومه جميعا ، فهو يعيش في حالة ترقب وخوف دائمين من فرعون بأن يعلم حقيقته فيأمر بتعذيبه وقتله ، فانعكس ذلك على صفات شخصية مكتسبة ظهرت في تصرفاته وسلوكه طوال حياته ، والقصص القراني يثبت انه كان مترقبا او متوجسا أو خائفا او منفعلا أو مندفعا او غضوبا في كثير من المواقف المختلفة.


 أولا - التوجس والترقب والخوف

يقول عز وجل :- ( اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )  ( طه /43-46)

يقول عز وجل :-( قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ).( طه /19-21)

يقول عز وجل :- (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ). (طه /65-67) 

يقول عز وجل :- (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ).(الشعراء / 12-14)

يقول عز وجل :- ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ…... ).(الشعراء/21 )

يقول عز وجل :- (  فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ... ). (القصص/ 18 )

يقول عز وجل :- ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). (القصص/ 21 )

يقول عز وجل :- ( …..فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص/ 25 ) 

يقول عز وجل :- ( وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ) (القصص/ 31 ) 

يقول عز وجل :-(قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) (القصص/33-34) 

يقول عز وجل :-( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) (النمل 10)


ثانيا - التعجل الذي يوقعه في الخطأ وارتكب بسببه قتل القبطي المصري بعد أن آتاه الله حكما وعلما

 يقول عز وجل :- ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ). (القصص 14 ـ 19)   


ثالثا - سرعة الغضب 

يقول عز وجل :- ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الاعراف 150 ، 151 ) ( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) الاعراف 154 ـ)


وكان القرار الإلهي بضرورة ان يتعلم موسى الروية والصبر وعدم الاستعجال في اموره ، فأرسله الله من اجل هذه الغاية الى العبد الصالح المذكور في سورة الكهف

يقول عز وجل :- (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82). (الكهف / 60-82)


فبالرغم من وجود كل هذه الأخطاء البشرية لنبي الله موسى إلا أنه كان ذو منزلة ومكانة عظيمة جدا عند الله ، فقد قربه وناجاه وأوحى إليه وكلمه تكليما من جانب الطور الأيمن والقى عليه محبة منه وصنعه على عينه واصطنعه لنفسه

يقول عز وجل :- ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ). (مريم 51 ـ 53 )

يقول عز وجل :-  (.....وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي... ). ( طه/ 39 )

يقول عز وجل :- ( …..وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي….. ) ( طه 41 ).



5- أخطاء النبي محمد عليه السلام في القرآن الكريم فهو غير معصوم إلا بالوحي فقط 


النبي محمد غير معصوم من الخطأ وكان له ذنب سابق ولاحق وقت نزول أوائل آيات سورة الفتح ولكن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 

يقول الله عز وجل أنه غفر للنبي ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، أي أن النبي محمد اقترف ذنبا ولم يكن معصوما من الخطأ البشري كما يزعمون ، فالذنب لا يكون إلا نتيجة خطأ ولكن الله برحمته غفر له كل ذنبه


النبي محمد له نفس مثل كل الناس يمكن أن توقعه في الضلالة اذا شاء فعل ذلك بإرادته 

يأمر الله نبيه محمد قل إن ضللت ووقعت في الضلالة فإنما أضل على نفسي أي أن وقوعه في الضلالة لا يكون الا بسبب نفسه إن أراد فعل ذلك ، فالنفس التي يمتلكها غير معصومة من الله ان شاءت طريق الضلالة بإرادته هو ، وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي أي أن هدايته لا تكون إلا بما يوحى إليه ربه من الكتاب المنزل

يقول الله عز وجل :- (قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ) ( سبأ 50 )


النبي محمد بشر مثلنا والفرق بيننا وبينه هو أنه يوحى إليه من الله

يعلمنا الله عز وجل في الكتاب أن القداسة والعصمة لا تكون إلا لله وحده ، وأن الأنبياء بشر مثلنا غير معصومين من الخطأ وهم يصيبون ويخطأون ، والفرق هو أنه يوحى إليهم وعصمتهم من الله تكون في الوحي فقط

يقول الله عز وجل :-  ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ( الكهف 110 ).


ضلال الشرك بعبادة الأصنام او كتب التراث والاولياء قبل نبوته و تعرضه لضغط مستمر من قومه بعد نبوته لاقناعه بالعودة الى الشرك مجددا


1- كان النبي الأكرم محمد قبل نبوته ضالا يشرك في عبادته الله الأصنام أو كتب التراث والأولياء فهداه الله إليه

 يقول عز وجل :- ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) (الضحى 7 ) . 

2- وكرر الله عز وجل الأمر لنبيه الأكرم محمد فقال له ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين ، ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون 

يقول عز وجل :- (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )(القصص/87-88). 


3- وامره الله عز وجل ان يقيم وجهه للدين حنيفا ولا يكونن من المشركين ولا يدع من دون الله ما لا ينفعه ولا يضره فان فعل فإنه إذا من الظالمين

يقول عز وجل :- (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ ) ( يونس/ 105-106)


4- وبعد أن توقف النبي الأكرم محمد عن عبادة الالهة الاخرى من دون الله عوتب من قبل قومه على ذلك ، فأمره الله عز وجل أن يقول أنه نهاه أن يعبد الذين يدعون من دون الله لما جاءته البينات من ربه ، وأنه أمر أن يسلم لرب العالمين

يقول عز وجل :- ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (غافر/ 66 ). 


5- وكرروا عتابهم له بأن يتراجع عن قراره في عبادة الهة اخرى من دون الله ، فأمره الله عز وجل أن يقول مجددا إنه نهى أن يعبد الذين يدعون من دون الله ، وأن يقل انه لا يتبع أهواءهم قد ضلل إذا وما هو من المهتدين

يقول عز وجل :- ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (الانعام 56 ) . 


6- فأمر الله النبي قول الحقيقة لهم صراحة وهي أنه أمر ان يعبد الله مخلصا له الدين ، وأنه أمر لان يكون أول المسلمين ، ويقل انه يخاف إن عصى ربه عذاب يوم عظيم ، ويقل انه يعبد الله مخلصا له الدين ، وأنهم احرارا في عبادة ما يشاءون من آلهة من دون الله ، ويقل إن الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين

يقول عز وجل :- ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) . ( الزمر )


7- فما كان من قوم النبي محمد إلا أنهم استمروا في تخويفه من غضب آلهتهم المزعومة عليه ، والله يسأل سؤال استنكاري أليس الله بكاف عبده وهم يخوفونه بالذين من دونه ، فماذا تستطيع آلهتهم المزعومة فعله مع الله الذي خلق كل شيء ، ويجيب الله ومن يضلل الله فما له هاد

يقول عز وجل :- (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) ( الزمر ) 


8- واستمر قوم النبي محمد في محاولات الضغط الشديد عليه دون كلل أو ملل ، وهدفهم الوحيد هو إقناعه بالتراجع عن قراره في ترك عبادة الهة اخرى من دون الله ، فأمره الله عز وجل أن يقل أفغير الله تأمرونني أعبد أيها الجاهلون ، وأن الله قد أوحي اليه والى الذين من قبله لئن اشرك ليحبطن عمله وليكونن من الخاسرين ، ويأمره الله بل الله فاعبد وكن من الشاكرين

يقول عز وجل :- (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) ( الزمر )


أخطاء النبي محمد في قراره الذي اتخذه في طاعة الكافرين والمنافقين ظنا منه انها طريقة فعالة لنشر الدعوة رغم النهي الإلهي مرتين وتنفيذه بعد المرة الثالثة

1- اتخذ النبي الأكرم محمد بعض القرارات الخاطئة في اختياره طرق غير مناسبة في نشر دعوته ، فكان يظن أنها طرق فعالة في سرعة نشر الإسلام بين الناس ولكن الله نهاه عنها  ، فقرر في واحدة من تلك الطرق بالتقرب الى بعض الشخصيات من الكفار حتى يكسر حاجز الكلام ويسهل التواصل فتزداد فرص الإقناع واعتناق الإسلام ، لكنه وقع في الخطأ وأصبح يطيعهم في سلوك يمارسه في الواقع دون أن ينتبه لذلك ، فكان التدخل الإلهي المباشر ونزول الوحي عليه بآيات من القرآن تنهاه عن طاعتهم

يقول عز وجل :- ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) ( القلم ). 


2- ولكن النبي تأخر في تنفيذ الأمر الإلهي له بعدم طاعة كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ، فأنزل الله عليه الوحي مجددا وكرر له نفس مضمون الأمر الإلهي ولا يطع منهم آثما أو كفورا 

يقول عز وجل :- ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) ( الانسان ). 

3- بالرغم من تكرار الأمر الإلهي على النبي محمد مرتين بعدم طاعة العصاة والكفار والمنافقين إلا أنه لم ينفذ ذلك الأمر ، واستمر في التقرب لهم وطاعتهم حتى بعد هجرته الى المدينة المنورة ، فكان يظن باجتهاده الشخصي الخاطئ أنه بفعله ذلك يستطيع استمالتهم باعتناق الإسلام ويتقي شرورهم ، ولكن الله يعلم انها طريقة خاطئة في نشر الدعوة وأن النبي لم ينفذ الامر الالهي للمرة الثالثة ، فأنزل الله عليه ايات قرانية شديدة اللهجة تأمره بأن يتق الله ولا يطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما ، ويدع أذاهم ويتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ، فانتهى النبي محمد عليه السلام عن هذه الطريقة الخاطئة في نشر الدعوة

يقول عز وجل :- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) ( الاحزاب )

يقول عز وجل :- (وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48) ( الاحزاب )


كاد النبي الأكرم محمد أن يقع بالمكر ويفتنونه الكفار بافتراء قرآن آخر على الله ليس من عنده ولولا التثبيت الإلهي لنبيه محمد لقد كاد يركن إليهم شيئا قليلا بما طلبوا


1- منذ اللحظات الاولى لبعثة النبي الاكرم محمد وهو يتعرض للمكر الشديد من الكافرين والمنافقين في مكة المكرمة وخارجها ، وحاولوا بشتى الطرق الإيقاع به في مكيدات كثيرة ومكر خبيث وصفه الله في كتابه بأن مكر تزول منه الجبال  

يقول عز وجل :- (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) ( ابراهيم ) 


2- وبلغ المكر السيء لاولئك المجرمين والعصاة الى درجة انهم طلبوا من النبي الأكرم محمد أن يأتي لهم بقرآن آخر غير وحي الله أو يبدله ، فأمر الله نبيه أن يقول لهم ما يكون له أن يبدله من تلقاء نفسه أن يتبع إلا ما يوحى إليه وأنه يخاف إن عصى ربه عذاب يوم عظيم ، ويقول لهم انه لو شاء الله ما تلاه عليهم ولا ادراهم به فقد لبث فيهم عمرا من قبله أفلا تعقلون ، فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته انه لا يفلح المجرمون

يقول عز وجل :- (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) ( يونس ).


3- وبلغ المكر السيئ الخبيث الذي تزول منه الجبال لاولئك الكفار المجرمين على النبي الأكرم محمد أشده ، وكادوا أن يفتنونه عن الذي أوحي إليه من ربه ليفتري على الله قرآن غيره وإذا لاتحذوه خليلا ، ولولا التثبيت الإلهي للنبي محمد لقد كاد يركن اليهم شيئا قليلا ، فقد حدث التدخل الإلهي السريع في تثبيت النبي ومنع ركونه لطلب أولئك المجرمين وافترائه على الله شيء قليل من قران آخر ليس من عنده ، وإذا كان فعل ذلك لاذاق الله نبيه محمد ضعف الحياة وضعف الممات ولن يجد له على الله نصيرا

يقول عز وجل :- ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) الاسراء )



أخطاء النبي محمد بالحفاوة والترحيب بالقوم الكافرين وتجاهل المؤمنين المستضعفين


1- اتخذ النبي الأكرم محمد بعض القرارات الخاطئة في طرق نشر الدعوة التي كان يظنها فعالة وسريعة ، ومنها طريقة اظهار الحفاوة وإرضاء الكافرين وطاعتهم على حساب المؤمنين المستضعفين الذين كان يتجاهلهم ، فيامر الله نبيه أن يصبر مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناه عنهم يريد زينة الحياة الدنيا ولا يطع من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا 

يقول عز وجل :- ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) ( الكهف ). 

ولكن النبي محمد تأخر في تنفيذ الأمر الإلهي في الاية السابقة واستمر في خطأ طرد المستضعفين المؤمنين المحافظين على الصلوة الموقوتة بالغداة والعشي وهي الفجر والوسطى والعشاء من حوله ، فكان استمرار النبي الاكرم محمد بهذا الخطأ وطرد المؤمنين المحافظين على الصلوات الموقوتة خط أحمر عند الله يجب أن يتوقف فورا، فانزل عليه قران شديد اللهجة يأمره فيه ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين  

يقول عز وجل :- (وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ (52)  الانعام )


أخطاء النبي محمد في قراره بحضوره مجالس الكفار الذين يخوضون في آيات الله


1- اتخذ النبي محمد بعض القرارات الخاطئة في طرق نشر الدعوة حسب اجتهاده وقناعته ووجهة نظره الشخصية ، فكان يظن أنها طرق فعالة وسريعة في نشر دعوته بين الناس ، ومنها قراره بالتقرب من بعض الشخصيات الهامة والمؤثرة من الكفار والمجرمين ، فكان يحضر مجالسهم التي كانوا فيها يخوضوا ويلعبوا بآيات الله ، فنهاه الله عن حضور تلك المجالس وليفهم ان هذه الطريقة غير مناسبة في نشر الدعوة

يقول الله عز وجل :- (  فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) ( المعارج )

يقول الله عز وجل :- ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)  ( الزخرف ) 

يقول الله عز وجل :- ( ….ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) (الأنعام ).



2- وبالرغم من صدور الأمر الإلهي للنبي في الآيات السابقة ونهيه عن حضور مجالس أولئك المجرمين الذين يخوضوا ويلعبوا بآيات الله إلا أنه استمر على استخدام نفس الطريقة وتكرار نفس الخطأ الذي نهاه الله عنه ، فأنزل الله عليه قرآنا بلغة حازمة ينهاه فيها عن حضور تلك المجالس ونفذ النبي أمر الله

يقول الله عز وجل :- (  وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) ( الانعام )


3- بعد أن أنزل الله الآيات السابقة على نبيه بتلك اللغة الحاسمة التي تنهاه عن حضور مجالس أولئك المجرمين الذين يخوضوا ويلعبوا في آيات الله ونفذها فورا ، ولكن وللاسف الشديد استمر بعض الصحابة في حضور تلك المجالس ومخالفة أمر الله الحازم بعدم حضورها ، فأنزل الله على النبي قرانا بلغة أشد حزما مما قبلها ، وتوعد الله اولئك الصحابة الذين يحضرون تلك المجالس بأنهم مثلهم منافقين وكافرين وأن الله جامعهم في جهنم جميعا

يقول الله عز وجل :- (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140)  ( النساء )


خطأ النبي محمد عندما اخفى في نفسه ما الله مبديه وخشي الناس والله أحق أن يخشاه


يقول الله عز وجل :- ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ( الأحزاب 37 )



خطأ النبي محمد عندما حرم ما أحل الله له يبتغي مرضات أزواجه

يقول الله عز وجل :- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ) ( التحريم 1 )



خطأ النبي محمد عندما أذن للمنافقين قبل ان يتبين له الذين صدقوا ويعلم الكاذبين

يقول الله عز وجل :- ( عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) ( التوبة 43 )



خطأ النبي محمد في استغفاره لعمه أبو لهب

يقول الله عز وجل :- ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التوبة 113 )


اخطأ النبي محمد عندما أذن للمنافقين دون أن يتبين له الذين صدقوا ويعلم الكاذبين


يقول عز وجل :- { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)}- التوبة



أخطأ النبي محمد عندما أقدم بالدفاع على ظالم وهو لا يعلم الحقيقة فينزل الوحي يعلمه عن ذلك الخطأ

 تعرض النبي الأكرم محمد الى حيلة وخديعة من أهل ظالم تأمروا عليه حقدا من عند أنفسهم الشريرة ، فوقع النبي في الخطأ عندما أقدم بالدفاع على ذلك الظالم وهو لا يعلم الحقيقة عن مكرهم ، فنزل عليه الوحي الأمين يعلمه أنه تعرض للخديعة ووقع في خطأ الدفاع عن ظالم  ، ولولا فضل الله عليه ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوه وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونه من شيء ، وأنزل الله عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما 

يقول عز وجل :- { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)) ( النساء )


خطأ النبي محمد ومعه المهاجرين والأنصار في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب الله عليهم والتوبة لا تكون إلا على خطأ وذنب


يقول الله عز وجل :- ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (التوبة 117 )


يقول عز وجل :- { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)}- (الفتح) 



الأهمية العظمى في كلام الهي متكرر عبر الوحي للنبي الأكرم محمد ونحن معه تكمن في حثه على التعلم والاقتداء بنبي الله إبراهيم

أمر الله النبي الأكرم محمد ونحن معه في كتابه الاقتداء بنبي الله إبراهيم وأن يكون لنا اسوة حسنة ، فقد استحق نبي الله ابراهيم هذه المنزلة العالية من الله عن جدارة واستحقاق ، لأنه نجح في كل الاختبارات الالهية التي تعرض لها في مواقف عظيمة ووفى بكل ما أوجبه الله عليه من مسئولية فجعله للناس إماما

يقول الله عز وجل :- (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) ( النجم 37 )

يقول الله عز وجل :- (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ( البقرة 124 ). 

يقول الله عز وجل :- (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) (الممتحنة / 4 )

يقول الله عز وجل :- (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ  ) (الممتحنة / 6 ).


وعندما اخطأ النبي الاكرم محمد في استغفاره لعمه أبو لهب من باب القرابة مع علمه أنه من المشركين ، فعاتبه الله على استغفاره لمشرك من باب القربى وهو يعلم أنه مشرك بالله، فقال له الله معاتبا ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم 

يقول الله عز وجل :- ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ( التوبة /113 )


وكان خطأ النبي محمد السابق في استغفاره لعمه أبو لهب سببا كافيا أن يعلمه الله درس في كيفية طلب الاستغفار من الأنبياء ، فذكر له من باب الاستفادة تجربة نبي الله ابراهيم و استغفاره لابيه ، وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لاواه حليم ، فالله يعلم نبيه محمد عن تجربة نبي الله ابراهيم في استغفاره لابيه ووصفه من الله انه أواه حليم ، ان استغفار إبراهيم لابيه لم يكن عن صلة قربى ونسب اصلا كما فعل النبي محمد باستغفاره لعمه ابولهب ، بل كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له ان مجرم عدو لله تبرأ منه دون أن يعير أي اهتمام انه ابوه 

يقول الله عز وجل :- (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) ( التوبة 113 ـ 114 )


التحذير الإلهي للنبي محمد أن يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه نبي الله يونس من قبله في عدم الصبر واتخاذ القرارات المنفردة دون الرجوع إلى الله

وفي نفس الوقت الذي يأمر الله نبيه محمد بالاقتداء بنبي الله إبراهيم يذكره ويحذره من الوقوع في نفس الخطأ الذي وقع به نبي الله يونس من قبله ، فقد ارتكب خطأ فادح عندما فقد صبره من عدم إسلام قومه وتعجل قرار هروبه من قومه دون إذن من الله ، فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون، وقد حصل على قذع شديد من الله تكلم عنه في القرآن لم يحدث مع أي نبي اخر ، ولذلك أمره أن يتحمل ويصبر لحكم ربه ولا يكن كصاحب الحوت فيأخذ من يونس العبرة والعظة 

يقول الله عز وجل :- ( فاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ ) (القلم 48 ـ 49).


العصمة لا تكون إلا لله وحده لا شريك له ولا تكون لاي مخلوق من خلقه وهذه هي العبرة والعظة في القصص القرآني

كثير من آيات القرآن والقصص القرآني تؤكد على حقيقة العصمة التي لا تكون إلا لله وحده فقط ، وانه هو وحده المعصوم الذي لا يخطئ قط  ، ففي القصص القرآني العبرة والعظة والهداية إلى الصراط المستقيم ، والعبرة الكبرى فيها هى بشرية النبي الغير معصوم من الأخطاء البشرية وعصمته من الله عز وجل التي لا تكون إلا في الوحي فقط ، وأن كتاب الله المنزل هو الذي يجب على الناس اتباعه فقط ، وانه لا يوجد أي تعاليم رسولية اخرى مفروضة على الناس من خارجه ، فهذا القصص القرآني هو ذكرى للذاكرين في عدم وجود العصمة للناس ، وأن كل إنسان يعتقد عصمة انسان مثله فقد وقع في الشرك بالله الهة اخرى

 يقول الله عز وجل :- (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى (111) ( يوسف )

يقول الله عز وجل :- (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) ( هود ).
















إرسال تعليق

أحدث أقدم