الشرك بالله والمشركين من الناس
يقول الله عز وجل :- { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)} - (النساء).
المشرك ممكن يكون في نفس الوقت مؤمن بالله ، وهو يعبده في معتقدات الصلوة والصوم والزكاة والحج ….الخ ، وهو يحسب في قرارة نفسه أنه يعبد الله كما أنزل في كتابه ، ولكنه في الحقيقة لا يفعل ذلك ويشرك في عبادته مع الله آلهة أخرى ، فهو يقدس كتب التراث التي صنعها الناس ويأخذ منها أحكام دينه كلها ، وهو يؤمن بعصمة الأولياء المعصومين الذين لا يخطئون ويجعل أقوالهم المزعومة مصدر تشريع في دينه ، فهو في الحقيقة والواقع يتخذ هذا القرآن مهجورا ولا يتبع ما أنزل إليه من ربه ، وهو لا يؤمن بالقرآن إلا ظاهريا فقط ولكنه في الحقيقة والواقع يأخذ دينه من غيره
يقول - الله جل شأنه -: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}- ( البينة )
يتكلم الله في سورة البينة عن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ، فيقول انهم هم انفسهم المكذبون من الذين أوتوا الكتاب ، أهل الكتاب هم أنفسهم الذين أوتوا الكتاب من قبل وهم أهله ، ولكن الأميين هم الذين أوتوا الكتاب من بعد ، وهم الناس الذين عاصروا النبي محمد ثم من بعده حتى الآن ، وهم الذين لا يعلمون الكتاب الذي أنزل عليهم ولم ينزل عليهم كتاب سماوي من قبل ، فالبعض من أولئك الأميين آمنوا بالله وحده ولم يشركوا به شيئا ، والبعض الآخر أشركوا في عباداتهم مع الله آلهة اخرى ، اي ان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين من الأميين هم قوم النبي محمد الذين عاصروه ثم الناس من جاء بعده حتى الآن ، وهم أنفسهم المكذبون من الذين أوتوا الكتاب من بعد ،
ف "الذين أوتوا الكتاب من قبل" هم "أهله"
و"الذين أوتوا الكتاب من بعد" هم "الأميين" ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر
المشرك في الأمم السابقة
المشرك في الأمم السابقة كان يشرك مع الله في عبادته آلهة أخرى قد تكون اصنام او اوثان أو أولياء أو ملائكة أو جن أو كتب التراث ….الخ ، فالشرك واحد بين الجميع والاختلاف فيما بينهم هو في نسبة الشرك فقط لا غير ، فقد أشرك من كان قبلنا في عبادة الملائكة وزعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى ، ولم يكونوا في الحقيقة الا جن عصاة أسقطهم الله إلى الارض مع إبليس بعد لعنه ، فهم أعوانه وخواصه من قادة الجن في ادارة شئون السماء الدنيا عندما كان إبليس رئيس الملائكة ومسئولا عليهم
المشرك في زماننا الحاضر
المشركين من الأميين في وقتنا الحاضر هم الذين لم يخلصوا لله الدين في عباداتهم ، واشركوا معه آلهة البخاري والكافي وغيرها من كتب التراث وآمنوا بعصمة الأولياء وقدسوا النبي محمد لشخصه وليس لرسالته ، فوقعوا في نفس الخطأ الذي وقع به النصارى من قبل مع نبيهم عيسى ، فالامة المحمدية الا من رحم الله أشركت مع الله آلهة أخرى في قداستهم لنبيهم محمد كما أشرك النصارى من قبل في في قداستهم لنبيهم عيسى ، فهما في الشرك سواء والاختلاف الوحيد بينهما هو في نسبة الشرك فقط لا غير.
هو كل مشرك مع الله وكتابه الذي أنزله إلينا آلهة أخرى ، فهو يأخذ احكام دينه من كتب التراث التي صنعها الناس ، ويجعلها زورا مصدر تشريع ثاني مع كتاب الله ، وهي التي تسمى في وقتنا الحاضر باسم " السنة " المزعومة زورا للنبي الأكرم ، وهو يأخذ دينه من أقوال أولياء معصومين من الخطأ حسب زعمه ويجعلها مصدر تشريع في دينه ، فهو يقدس اقوالهم وافعالهم ويجعلها مصدر تشريع ثالث في الدين بعد القرآن وحديث النبي المزعوم ، فكل ما سبق ذكره هي معتقدات شيطانية في اديان ارضية تسمى دين الشيطان البديل لكتاب الله (الظلمات) فهو يقدس كتابي البخاري والكافي وغيرهما من كتب التراث على كتاب الله ، وتراه لا يرعوي بتصديق حديث الناس وتكذيب حديث الله ، وتراه يقدس النبي محمد ويشركه مع الله في شهادة التوحيد ، ويجعل النبي محمد واله وإبراهيم وآله ذكرا معتمدا أساسيا ضمن طقوس صلاته الشيطانية ، ويجعل قول هذا الشرك المزعوم في ركن خاص اسمه جلوس التشهد أو التحيات المزعوم قبل انتهاء الصلوة ، فهو يخالف أمر الله المباشر في القرآن أن تكون الصلوة لذكره وحده فقط لا غير بقوله عز وجل:- { إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ (14)}(طه) ، وقوله عز وجل:- { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}(الجن) ، فالصلوة لا تجوز إلا لذكر الله وحده وعدم ذكر أي أحد من الناس ، أي أن ركن جلوس التشهد أو التحيات في دين الشيطان البديل لكتاب الله هو شرك واضح بالله يبطل الصلوة من اساسها ، فالمشرك هو كل إنسان يزعم زورا أن الله فرض علينا الصلوات الموقوتة بنظام الركعات العددية لكل فرض كما هو سائد بين المسلمين اليوم ، ويزعم زورا إن الله فرض علينا 5 صلوات في اليوم وصلوة جمعة بدل صلوة ظهر في يوم الجمعة ، ويزعم زورا أن الله فرض علينا صلوات مزعومة في وقت النهار بوجود الشمس وتحرك الظلال مثل الظهر والعصر والجمعة ، ويزعم زورا أن الله شرع ما يسمى السنة أو النافلة في أوقات مختلفة خلال الليل والنهار ، ويزعم لهذه السنن أسماء شركية كثيرة صنعها الناس مثل صلوة العيد أو الجنازة أو الضحى أو….أو….الخ ، ويزعم زورا ان الله شرع في شكل الصلوة ركوع انحناء الظهر أو جلوس التشهد أو قول أي كلام خارجي عن ذكر الله اثناء الصلوة ، فكل من يعتقد ما سبق ذكره هو مشرك بالله آلهة التراث وعصمة الأولياء في دين الشيطان البديل لكتاب الله ، لأنه يخالف حكم الله الذي أنزله في كتابه بخصوص وقت الصلوة الموقوتة التي لا تكون إلا في طرفي النهار وزلفا من الليل فقط ، ويخالف حكم الله في القرآن أنها صلوة مقدرة بالوقت ولا تحسب بعدد الركعات لكل فرض كما يزعمون ، ويخالف حكم الله في القرآن أنها ثلاث صلوات موقوتة مفروضة وهي الفجر والوسطى والعشاء ، ويخالف حكم الله في القرآن إن مقدار الصلوة الموقوتة هو ساعتين في اليوم تقريبا لا يمكن إنقاصه أو التلاعب فيه اطلاقا ، ويخالف حكم الله في القرآن أن وقت الصلوة الموقوتة مقدس يجب صلاته كاملا دون انقاص ، ويخالف حكم الله في القرآن أن النافلة واجبة عند الاستطاعة ولا يكون وقتها إلا بالليل فقط ، فهو يتبع ما وجد عليه آباؤه وأجداده ويهرع على اثارهم في عبادة الهة اخرى ، فكما وضحت في هذا الكتاب عن الشرك مع الله الهة اخرى في الصلوة سوف أوضح في كتب أخرى الشرك مع الله آلهة اخرى في الزكاة والصيام والحج والأحكام والمعاملات والحدود وغيرها من مواضيع في دين الله الحق ان شاء الله. ( سوف انشر كل شيء عن دين الله الحق على مواقع الويب وحساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي ان شاء الله وهي المرسلات عرفا في عرف نشر الرسالة في هذا الزمان)
والسلام
وائل عبدالملك عبدالجبار
رسول الله الختم الأمين