أولا : الغسل (الوضوء) للصلوات يكون فيه غسل الرجلين وليس
مسحهما
الغسل في المصطلح القرآني هو نفسه ما يسمى (الوضوء) بالمصطلح الفقهي في كتب التراث المتعارف عليه بين الناس ، ويتكون من 4 خطوات متتابعة بالترتيب وهي : غسل الوجه وغسل اليدين إلى المرافق ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين ، فرض الله إقامة الصلوة على النبي في أوائل البعثة وهو لا يزال في مكة المكرمة ، وقد أقامها النبي وأصحابه بدون غسل او ما يسمى وضوء بالمصطلح التراثي المعروف للناس ، لان ايات الغسل نزلت على النبي بعد سنوات عديدة وهو في المدينة المنورة ، فرض الله الغسل وجعله من اليسر والسهولة وليس للتعقيد ، ولم يجعل على الناس من حرج ولكن ليطهرهم تطهيرا ، الطهارة في الصلوة وسيلة وليست غاية في حد ذاتها وشرعت بعد سنوات عديدة من فرض الصلوة ، والأصل في الصلوة هو استجلاب الخشوع لنيل ثمرة التقوى التي هي الغاية الحقيقية من فرض كل العبادات ، وما يسمى بنواقض الوضوء فهي قضاء الحاجة من بول أو غائط أو الجماع الجنسي ، ولا يعتبر الريح (الغازات) من نواقض الوضوء سواء كان بصوت أو بغير صوت .
يقول الله عز وجل :- ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (6)) - ( المائدة )
كتاب الله يعلمنا أركان الغسل (الوضوء بالتوصيف التراثي ) بالترتيب
1-غسل الوجه
2-غسل اليدين إلى المرافق
3- مسح بعض الرأس ببقايا قطرات الماء التي تتقاطر من غسل اليدين الى المرافق في الخطوة التي قبلها ، ويكون المسح من بعض الراس من الامام الى الخلف وليس من الخلف الى الامام.
4- غسل الرجلين الى الكعبين ( وليس مسح الرجلين الى الكعبين وليس مسح الشراب ، والحذر من أي حركة أخرى غير غسل الرجلين الى الكعبين حتى لا يبطل الوضوء وتبطل الصلوة )
الدليل من كتاب الله
يقول الله عز وجل :- ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ…)- ( المائدة )
عند التدبر لكتاب الله نجد أن " واو العطف " في اللفظ " وَأَرْجُلَكُمْ " عطفت كلمة " أَرْجُلَكُمْ "على " الغسل " ولم تعطفها على " المسح " التي سبقتها مباشرة كما يظن الكثير من الناس ، والدليل على ذلك أنه لو كان حرف واو العطف في اللفظ " وَأَرْجُلَكُمْ " يعود على مسح الرأس لكان الله عز وجل قال اللفظ " وَبأَرْجُلَكُمْ " مع حرف الباء سواء بسواء مع اللفظ المعطوف الذي قبله وهو " بِرُءُوسِكُمْ " أي أن الله عز وجل كان سيقول (بِرُءُوسِكُمْ وَبأَرْجُلَكُ) ولكن الله عز وجل قال (....بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ…..) بدون حرف الباء ، فالحقيقة هي أن واو العطف في اللفظ " وَأَرْجُلَكُمْ " تعود على الغسل ولا تعود على المسح ، وأن السبب الحقيقي في تقديم مسح الرأس على غسل الرجلين هو الحفاظ على الترتيب الصحيح للأعضاء واحدا تلو الآخر عند الغسل (الوضوء بالتوصيف التراثي) ، وهي غسل الوجه ثم غسل اليدين الى المرافق ثم مسح الرأس وأخيرا غسل الرجلين الى الكعبين ، وهذا تأكيد أن مسح الرأس يكون قبل غسل الرجلين.
والسبب الذي جعل الله يذكر مسح الرأس مسبوقا بحرف الباء هو تعليمنا الوضوء بمسح بعض من الرأس فقط وليس بأكمله ، ويكون مسح بعض الرأس ببقايا الماء الذي يتقاطر من اليدين بعد غسلهما الى المرافق في الخطوة التي تسبقها ، وللعلم أن مسح الرأس يكون من الأمام إلى الخلف وليس العكس
الدليل الثاني من كتاب الله
دليل آخر من كتاب الله على واو العطف التي عطفت الفاظ سابقة لها ولم تعطف الفاظ ، والحكمة الإلهية من التقديم والتأخير هو توضيح التراتبية والتسلسل لما يتم ذكره في الآيات ، وهو نفس الشيء ونفس الفكرة في آية الوضوء ، ويؤكد صحة الاستدلال في آية الوضوء أن الواو معطوفة على مفردة الغسل السابقة لها وليست معطوفة على مفردة المسح التي قبلها مباشرة ، وأن الحكمة الإلهية في التقديم والتأخير هو الحفاظ على التراتبية والتسلسل لأعضاء الغسل في الصلوة بالترتيب الذي تم توضيحه.
يقول الله عز وجل :- { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)} - ( النحل ).
معنى الآيات أن الله عز وجل سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ، والقى في الأرض رواسي ان تميد بكم ، وسخر انهارا وسخر سبلا لعلكم تهتدون ، نلاحظ ان حرف الواو في لفظي (وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا) لم تعطف ما بعدها على لفظ " القى " الذي قبلها مباشرة ، بل عطفت ما بعدها على لفظ " سخر " السابق لها في الاية التي قبلها ، والسبب في هذا التقديم والتأخير هو الحفاظ على التراتبية والتسلسل الذي بينه الله عز وجل ، فالتراتبية هي انه القى في الارض رواسي ثم سخر لنا انهار وسخر لنا سبلا ، ومن اجل هذه التراتبية قال الله عز وجل ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) قبل ان يقول (وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
ثانيا : التيمم
معنى التيمم مسح الوجه واليدين بشيء طاهر هو الصعيد الطيب ( التراب الجاف ، الحجر الجاف ، مناديل ورقية أو ما يشبهه من ملابس نظيفة عند عدم وجود تراب أو حجر جاف ، أو جدار أي وسيلة مواصلات في حال السفر )، شرع الله التيمم بدلا عن الغسل ( الوضوء بالتوصيف التراثي ) لأن الطهارة ليست إلا وسيلة فقط وليست غاية بحد ذاتها في الصلوة ، وتشريع التيمم هو تأكيد من الله على اليسر والسهولة ورفع الحرج على الناس ، وهو تأكيد الهي للناس بانهم يمكنهم إقامة صلواتهم بما تيسر اذا لم يجدوا ماءا او صعب عليهم استعماله في سفر أو مرض ، الدليل على هذا التيسير الإلهي هو قول الله عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ) (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) - ( المائدة ).
يقول الله عز وجل :- { وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} - ( المائدة ).
نلاحظ أن الواو في شطر الآية التي يتكلم الله فيها عن التيمم مشابهة للواو في شطر الآية التي يتكلم الله فيها عن الغسل ( الوضوء بالتوصيف التراثي ) في كتابتها مع حرف الباء قبلها ، إلا أن الاختلاف بينهما كبير جدا حيث ان الواو في اية التيمم هي المعية والواو في آية الغسل هي العطف، يقول الله عز وجل في شطر اية التيمم (...... فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ…... ۚ) ، ويقول الله عز وجل في شطر اية الغسل (...... وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ …...ۚ ) ، أي أن الواو في شطر الآية عن التيمم هي واو المعية وليست واو العطف ، وهي تفيد المعية في مسح عضوين هما الوجه واليدين مرة واحدة فقط ، وعند التيمم بالصعيد الطيب ( التراب الجاف ، الحجر الجاف ، مناديل ورقية أو ما يشبهه من ملابس نظيفة عند عدم وجود تراب أو حجر جاف ، أو جدار أي وسيلة مواصلات في حال السفر ) يكون عبر معية المسح لعضوين هما الوجه واليدين مرة واحدة فقط .
ولكن الواو في شطر الآية التي يتكلم الله فيها عن الغسل هي واو عطف وليست واو المعية ، وهي تفيد التراتبية والتسلسل للأعضاء عند الغسل ( الوضوء بالتوصيف التراثي ) ، والتراتبية الصحيحة هي غسل الوجه ثم غسل اليدين إلى المرافق ثم مسح بعض الرأس ببقايا الماء الذي يتقاطر من غسل اليدين الى المرافق بالخطوة التي قبلها مباشرة ويكون مسح الراس من الامام الى الخلف وليس العكس ثم غسل الرجلين الى الكعبين ، ولا يجوز مسح الرجلين أو مسح الشراب وغيرها من العادات التي تبطل الغسل وبالتالي تبطل الصلوة، لأن الغسل هو بوابة الدخول إلى الصلوة وعندما يكون غير صحيحا تكون الصلوة غير صحيحة.
الأذان والإقامة
أولا : الأذان
الأذان هو النداء بالصوت الذي يستعمل عند الحاجة للاخبار أو التبليغ عن أي شيء تفرضه الظروف أو تفتضيه الضرورة ، وهو لا يعتبر دائما شرط واجب من شروط الصلوة بل حسب الظروف والحاجة له .
الأدلة من كتاب الله على الاذان
الدليل الأول
الأذان والنداء يوم الحج الأكبر
الأذان أو النداء أو الإبلاغ للناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله
يقول الله عز وجل :- { وَأَذٰنٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِىٓءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُۥ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوٓا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } - [ سورة التوبة : 3 ]
الدليل الثاني
الأذان من جنود العزيز ايتها العير انكم لسارقون
الأذان أو النداء من جنود العزيز لإبلاغ إخوة يوسف أنهم سارقون للسقاية أو صواع الملك
يقول الله عز وجل :- { فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰرِقُونَ } - [ سورة يوسف : 70 ].
أما الأذان أو النداء في الصلوة الموقوتة المفروضة اقتضته الضرورة و فرضته الحاجة والظروف لإبلاغ الناس انه قد حان وقت الصلوة ، ويتم تنبيه الناس أنه يجب عليهم التوقف عن أعمالهم الدنيوية والذهاب للوضوء والطهارة والصلوة ، الأذان ينبه الناس بسبب انشغال الناس بأعمالهم ومصالحهم والنسيان وغير ذلك من الأسباب ، وهذا الاذان هو نفسه النداء المذكور في سورة الجمعة وهو نداء للصلوة الموقوتة في يوم تجمع الناس وانشغالهم بالمعارض التجارية والاجتماعات ، يقول الله عز وجل :- { يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلٰوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ…} - ( الجمعة ) ، فالله يقول " إِذَا نُودِىَ " وهي الظرفية في النداء ، اي ان الاذان والنداء بالصوت ليس شرطا مفروضا للصلوة بل هو حسب الحاجة والضرورة ، والاذان لم يرد بصيغة الامر الالهي ولم يقل الله { يا ايها الذين امنوا نادوا للصلوة } بل قال " إِذَا نُودِىَ " ، الخلاصة أن الأذان أو النداء للصلوة لا يعتبر شرطا من شروط الصلوة في حد ذاته ويمكن تركه إذا لم يكن له حاجة لإبلاغ الناس.
مثال عملي على عدم ضرورة الأذان في الصلوة
مثلا اجتماع عمل أو جلوس في احد المنازل دخل عليهم وقت الصلوة وهم في اجتماعهم وقاموا للصلوة ، في هذه الحالة لا توجد ضرورة للأذان والدخول في مباشرة ، لانهم في مكان خاص ولا نية لديهم أصلا للنداء من أجل دعوة ناس اخرين في الشارع مثلا ليحضروا الصلوة معهم ، ولذلك لا داعي منه إلا عند الضرورة والحاجة وتركه عند عدم الحاجة إليه
الخلاصة
الهدف من الأذان أو النداء بالصوت هو إبلاغ الناس وأخبارهم عن شيء ما تقتضي إليه الضرورة والحاجة ، ويعتبر الأذان أو النداء للصلوة في المساجد ضروريا تقتضي له الحاجة من أجل إبلاغ الناس بدخول وقت الصلوة حتى يتم الاستعداد النفسي والبدني لها ( بالوضوء والطهارة ) وترك أعمالهم الدنيوية إلى ما بعد انتهاء الصلوة ، وفي نفس الوقت لا داعي من الأذان إذا لم يكن له ضرورة ولا يؤثر ذلك على صحة الصلوة نهائيا ، فليس الهدف من الأذان هو الأذان نفسه بل ابلاغ الناس بدخول وقت الصلوة من المساجد .
كيفية الأذان أو النداء للصلوة
يمكن الأذان أو النداء للصلوة بأي صيغة كلام ممكنة مقبولة وليس شرطا التقيد بصيغة محددة بعينها ، ولكن بشرط أن يكون الأذان متوافقا مع كتاب الله ولا يخرج عنه.
صيغة الأذان التراثية بين المسلمين اليوم
تحليل مفردات صيغة الأذان التراثية المختلفة
اللهُ أكبرْ ، اللهُ أكبرْ . اللهُ أكبرْ ، اللهُ أكبرْ
اولا : لماذا يقال في صيغة الأذان التراثية " الله أكبر " ، أليس لفظ "أكبر" الذي يرتبط مع لفظ الجلالة "الله" هي صيغة مقارنة وليست اسم من أسماء الله الحسنى ، ولذلك الأولى والأفضل هو ذكر الله بأسمائه الحسنى دون الخروج عنها ، واستبدال قول " الله أكبر " بالقول " الله الكبير " أو " الله المتعال "
أشهد أن محمداً رسولُ الله . أشهد أن محمداً رسول الله
أولا : لا يجوز ذكر محمد أو أي بشر غيره في اذان الى صلوة تكون لذكر الله وحده فقط.
ثانيا : لماذا يقال في الاذان " اشهد ان محمد رسول الله" ، والأولى هو الشهادة بكل رسل الله وعدم التفرقة بينهم حسب أمر الله في كتابه والقول " اشهد ايماننا بكل رسل الله ". يقول الله عز وجل :- ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)) - ( البقرة ).
ثالثا : لماذا يقال في الأذان " أشهد أن محمد رسول الله " بالرغم ان الاصل هو نبي الله ابراهيم الذي نتبعه نحن والنبي محمد ايضا ، لان رسالة النبي محمد امتداد لملة إبراهيم وتصحيح في مسارها ولم يأتي بدين جديد. يقول الله عز وجل :- ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)) - ( النحل ). يقول الله عز وجل :- ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)) - ( ال عمران ).
أشهد أن علي ولي الله . أشهد ان علي حجة الله
أولا : لماذا يقال في الأذان أشهد ان علي ولي الله ، اشهد ان علي حجة الله ، هذا افتراء على الله وكذب عليه ومنكر عظيم في الاذان ، وقد وضحت في هذا الكتاب الادلة الدامغة على اكذوبة الولاية ووصية الغدير يمكن الرجوع إليها في باب دين الشيطان.
ثانيا : لا يجوز ذكر علي أو اي بشر غيره في اذان الى صلوة تكون لذكر الله وحده فقط.
اذان أو نداء الدخول بالصلوة الحركية ( إقامة الصلوة بالتوصيف التراثي )
يعتبر أذان أو نداء الدخول بالصلوة الحركية ( إقامة الصلوة بالتوصيف التراثي ) إجراء تنظيمي قبل بدء الصلوة الحركية ، ويكون الإمام هو صاحب الأذن والمشرف على إقامتها
يقول الله عز جل :- { وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلٰوةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوٓا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرٰى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وٰحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضٰىٓ أَن تَضَعُوٓا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكٰفِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا }- [ سورة النساء : 102 ]
أي أن الحاجة للنداء أو الاذان والإعلان عن بدء الدخول في الصلوة الحركية ترتبط بالظروف التي تصاحبها وما تفتضيه الضرورة والحاجة ، في المساجد مثلا تقتضي الضرورة إقامة الصلوة عبر مكبرات الصوت حتى يصل الصوت الى المصلين في أماكنهم البعيدة التي لا يصل اليها الصوت العادي، فيستجيبون بالوقوف ورص الصفوف استعدادا لبدء الصلوة الحركية جماعة مع الإمام بعد لحظات من سماعهم صوت إقامة الصلوة ، وفي نفس الوقت يمكن الدخول بالصلوة الحركية مباشرة دون إقامة اذا لم يكن لها ضرورة ، مثلا عندما يكون المصلى صغير المساحة والإمام مع المصلين جوار بعضهم البعض ، فيمكن مباشرة الدخول بالصلوة ومشاهدة تحركه ووقوفه في محرابه استعدادا لبدء الصلوة ، ولا ضرورة في هذه الحالة للتلفظ الصوتي في إقامة الصلوة ولا يؤثر ذلك على صحة الصلوة ، وفي كل الأحوال يعود للإمام اتخاذ القرار بإقامة الصلوة شفاهه عبر تكرار جمل الأذان أو غير شفاهه بمشاهدة تحرك الامام ووقوفه في المحراب .
والسلام
وائل عبدالملك عبدالجبار
رسول الله الختم الأمين