صلوات الوقت والصيام يبدأن وينتهيان في نفس الوقت
الصلوة والصيام في كتاب الله عز وجل يبدأن وينتهيان في نفس
الوقت حيث ان بدايتهما هو الفجر الصادق وتبين الخيط الأبيض
من الفجر ونهايتهما هو غسق الليل واشتداد ظلمته
الفجر والعشاء لا يمكن اعتبارهما ضمن النهار أو الليل ، فهما يقعان في طرفي النهار وزلفتا الليل ، ويقعان في منطقتي التداخل والولوج بين الليل والنهار او النهار والليل ، فهما يقعان ضمن مرحلة انتقالية الى النهار المبصر أو الليل المظلم ، فليس الفجر في النهار وليس العشاء في الليل مرحلة ولوج الليل في النهار هي المرحلة الانتقالية من النهار الى الليل ، وتبدأ من وقت من دلوك الشمس الى غسق الليل ، وهي فترة صلوة كاملة تامة مستمرة متصلة لا تنقطع ، وهذه المرحلة ليست وقت الإفطار بعد صيام النهار ،
يقول الله عز وجل :- ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)) - ( الاسراء ).
يقول الله عز وجل :- ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)) - ( يس ).
يقول الله عز وجل :- ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)) - ( الحديد ).
فالليل لا يبدأ إلا بعد انسلاخ نور النهار تماماً ، لأن الشيء لا ينسلخ عن الشيء إلا بانتزاعه تماماً ، وذلك بغياب آخر ضوء من ضياء الشمس ، ويستمر الليل باستمرار الظلام الحالك حتى يبدأ ظهور أول خيط أبيض يشق العتمة من المشرق ويبدأ الناس يبصرون ، فهذا الخيط الأبيض من الفجر هو أول شيء يبصره الناس في بداية مرحلة ولوج النهار في الليل ، ثم لا يلبث حتى يزداد النور تدريجيا ويملأ الدنيا ضياء في الفجر ، ويكتمل مع طلوع الشمس وبداية الضحى وتحرك الظلال على الأرض.
يأمرنا الله بدء الصيام في الفجر عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
فهي منطقة الولوج والتداخل بين الليل والنهار ، فالفجر ليس من الليل أو النهار وكذلك يقول الله عز وجل ثم اتموا الصيام الى الليل ، ولم يقل الله ثم اتموا الصيام الى المغرب او الغروب وهما كلمتان قرآنيتان مختلفتان والله يقول ما يقصده بالضبط ودقة عالية ، فلو كان الله يقصد أن بداية الليل وقت الغروب أو المغرب بمعناها التراثي لقالها الله عز وجل مباشرة وبكل وضوح ولكنه قال الليل
يقول الله عز وجل :- (…….وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ……(187)) - ( البقرة )
أي أتموا الصيام الى بعد انتهاء مرحلة الولوج والتداخل بين الليل والنهار ، وانتهاء صلوة العشاء القرآنية في غسق الليل واشتداد الظلمة
فالصيام ليس وقت النهار فقط بل يمتد من بداية ولوج النهار في الليل وولوج أشعة الشمس في الفجر الصادق وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر الى نهاية ولوج الليل في النهار و انسلاخ النهار كاملا من الليل وتمام غسقه و اشتداد ظلمته ، والنهار يجب أن يكون تجلي كامل لضوء النهار ومحوا كاملا وتاما لظلمة الليل ، والليل يجب أن يكون تغشي كامل لظلمة الليل وزوال كامل لنور النهار ويسود الظلام الحالك
بلاغ لكل انسان يفطر مع غروب الشمس ولا يفطر في الليل بعد انسلاخ ضوء النهار كاملا واشتداد الظلمة أن يتوب إلى الله عز وجل
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من قال ان وقت الإفطار ليس في الليل بل في المغرب بمعناه التراثي ( وقت غروب الشمس وهو يخالف معنى كلمة المغرب في كتاب الله) ، فكل المسلمين الذين يفطرون في رمضان مع أذان المغرب ولا يزال ضوء النهار واضحا ولم تتغشى ظلمة الليل أنهم يبطلون صيامهم بالكلية وينتهكون حرمات الله وحدوده في وقت الإفطار بغير وقته الصحيح الذي أنزله في القرآن ، وليعلم الجميع ان الصلوة والصيام في كتاب الله عز وجل يبدأن وينتهيان في نفس الوقت ، حيث ان بدايتهما هو الفجر الصادق وتبين الخيط الأبيض من الفجر ، ونهايتهما هو غسق الليل و اشتداد الظلمة ، وأن وقت الإفطار هو الليل الذي يبدأ في الغسق واشتداد الظلمة ، وهذا الوقت يحل بعد غروب الشمس بفترة تتراوح بين 40 الى 50 دقيقة تقريبا ، أفلا يعقلون!!!!؟
مقادير وحدود الصلوات المفروضة الموقوتة في كتاب الله
يقول الله عز وجل :- ( وَأَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ) - ( هود ) ، يتكلم الله عن ( طرفي النهار ) و ( زلفا من الليل ) ،فطرفي النهار متماثلان ومتساويان في المقدار ومتعاكسان في الحدود والعلامات ، وزلفتا الليل ( طرفي الليل ) متماثلان ومتساويان في المقدار ومتعاكسان في الحدود والعلامات.
طرفي النهار
بما أن الله يتكلم في الآية عن طرفي النهار اذا النهار هو نفسه النهار للطرفين بدون أي اختلاف بينهما ، فلا يوجد طرف أصغر أو أكبر من الطرف الآخر ، فالطرفان متماثلان متساويان في المقدار ومتعاكسان في العلامات ،أي ان العلامات المشاهدة في نهاية الطرف الاول ستكون نفسها المشاهدة في بداية الطرف الثاني
( زلفا من الليل ) هما ( زلفتا الليل ) أو ( طرفي الليل )
بما أن الله يتكلم في الآية عن زلفا من الليل إذا الليل هو نفسه الليل للزلفتين أو الطرفين بدون أي اختلاف بينهما ، فلا يوجد طرف أصغر أو أكبر من الطرف الآخر ، فالزلفتان او الطرفان متماثلتان متساويتان في المقدار ومتعاكستان في العلامات ،أي ان العلامات المشاهدة في نهاية الطرف الأول ستكون هي نفسها المشاهدة في بداية الطرف الثاني
أي ان طرفي النهار متماثلان ومتساويان مع بعضهما البعض ، و زلفتا الليل (طرفي الليل) متماثلتان ومتساويتان مع بعضهما البعض ، فيكفي معرفة طرف واحد لكل منهما حتى يتم إسقاطه على طرفه الآخر ، فإذا توفرت المعلومات عن الطرف الأول فبكل سهولة نستطيع معرفة الطرف الثاني ، والعكس صحيح فإذا توفرت المعلومات عن الطرف الثاني فبكل سهولة نستطيع معرفة الطرف الأول ، ولكن بشرط ان يكون الطرف الذي سوف نبدأ منه واضح المعالم في بدايته ونهايته وحدوده
طرفي الليل او زلفتي الليل
1- طرف الليل الثاني ( الفجر )
بداية طرف الليل الثاني
يبدأ طرف الليل الثاني في الفجر الصادق عند الانفجار وتبين ضوء الوسق أو الخيط الأبيض من الفجر ، وهو الذي يعني بدء انشقاق الفجر عن الليل وبداية ضوء النهار ، يقول الله عز وجل :- (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) - ( الإسراء ) ، فهي صلوة الفجر التي سميت باسم وقتها التي تقع فيه الفجر
نهاية طرف الليل الثاني
ينتهي طرف الليل الثاني عند اتصاله مع بداية طرف النهار الأول وظهور أول ضوء الصباح أو تباشير طلوع الفجر الأولى
بداية طرف النهار الأول
ظهور أول ضوء الصباح أو تباشير طلوع الفجر الأولى وظهور الشفق الأحمر ثم الأصفر المحمر في الأفق
نهاية طرف النهار الأول
تنتهي صلوة الفجر عندما ينتهي طرف النهار الأول مع طلوع الشمس وتحرك الظلال على الأرض وانتهاء احمرار قرص الشمس أو انتهاء تكور ضيائها ، حد انتهاء صلوة الفجر هو طلوع الشمس ، يقول الله عز وجل :- ( ...وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ…. ) ، يأمرنا الله عز وجل ان نسبحه قبل طلوع الشمس وهو وقت صلوة الفجر ، اي ان صلوة الفجر تبدأ من الفجر الصادق وتنتهي بطلوع الشمس ، وهذا الوقت هو مقدار صلوة الفجر الذي عينه الله سبحانه وتعالى ويكون كله صلوة من بدايته الى نهايته .
طرف النهار الثاني
الحدود والعلامات لمواقيت الصلوة المفروضة
بما أن طرف النهار الثاني متساوي ومتماثل مع طرف النهار الأول ، وبما أن الطرفين متعاكسين في العلامات ، فيكون بداية طرف النهار الأول يقابله نهاية طرف النهار الثاني ، ونهاية طرف النهار الأول يقابله بداية طرف النهار الثاني ، وبما ان طلوع الشمس هو الحد الذي بين لنا نهاية طرف النهار الأول ، فسيكون غروب الشمس هو الحد الذي يبين لنا بداية طرف النهار الثاني ، وبما ان الصلوة الوسطى تبدأ في طرف النهار الثاني قبل غروب الشمس ، وأن مقدارها هو طول ميقات الطرف الثاني بأكمله الذي يكون كله صلوة من بدايته الى نهايته ، فقد أصبحت الحدود معلومة لدينا ، أي أن طلوع الشمس هو حد انتهاء طرف النهار الأول ، وغروب الشمس هو حد بداية طرف النهار الثاني، ، أي أن طرف النهار الأول ينتهي قبل طلوع الشمس ، وان حد انتهاء الطرف الأول هو طلوع الشمس ، و طرف النهار الثاني يبدأ قبل غروب الشمس ، وان حد بداية الطرف الثاني هو غروب الشمس.
وبما أن طرفي النهار الأول والثاني متماثلان ومتساويان في المقدار ومتعاكسان في الحدود والعلامات ، وان ما يعرف من علامات على أحد الطرفين سيكون عكسها على الطرف الآخر ، فالشمس تكون حاضرة قبل غروبها في بداية الطرف الثاني ، وحاضرة قبل طلوعها في نهاية الطرف الأول ، وكذلك قرص الشمس الأحمر يكون حاضرا قبل طلوع الشمس في نهاية الطرف الأول ، وحاضر قبل غروب الشمس في بداية الطرف الثاني.
وبما أن الظلال تسجد لله في أوقات الصلوات المفروضة الموقوتة بالغدو والآصال ، وان سجود الظلال يكون بالسكون والتمدد والتوقف عن الحركة على الأرض واختفاء مشاهدته بالعين المجردة ، يقول الله عز وجل ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ (15)) - (الرعد) ، فعندما يدخل وقت الصلوة الوسطى عند دلوك الشمس وقبل غروب بربع ساعة تقريبا ، تتمدد الظلال الظل وتسكن عن الحركة وهذا هو سجودها وصلاتها الذي علمه الله لها ، أي ان الظلال يسكن ويتمدد ويتوقف عن الحركة ولا يطفي أو لا يعكس ظلا للأشياء على الأرض عندما يتكور ضوء الشمس ويحمر قرصها
أي ان صلوة الفجر تنتهي مع انتهاء احمرار قرص الشمس ونهاية طرف النهار الأول بعد طلوع الشمس وبدء تحرك الظلال على الأرض ومشاهدة تحركها بالعين
والسلام