الدين القيم عند الله هو الإسلام الواحد ملة إبراهيم التي لا تتغير في
كل زمان ومكان
يقول الله عز وجل :- {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]
الإسلام الحنيف أو الدين القيم أو ملة إبراهيم يعتمد على الإيمان بالنور الواحد الذي لا يتغير في كل مراحله كشرط لازم على كل مسلم ، فهذا النور يصدر من نور الذات الإلهية عند العرش ثم ينتقل الى بيوته المقدسة في السماء والأرض عبر الشجرة النورانية الزيتونة المباركة ثم الى الناس عبر الرسل ، فالإيمان بالله وحده لا شريك له (مصدر النور)، والإيمان بالملائكة جميعا دون استثناء (نور) ، والايمان بكتب الله المنزلة جميعا دون استثناء (نور) ، والايمان برسل الله جميعا دون استثناء أو تفريق بين أحدا منهم (نور) ، ودائما يكون حال الرسل والمؤمنون هو السمع والطاعة وطلب المغفرة من الله وحده لا شريك له ، فالنبي محمد أو عيسى أو موسى أو غيرهم شأنهم شأن كل الأنبياء والرسل الذين لا يجب التفرقة بينهم ، والناس تؤمن بالرسالة الإلهية التي بعث من اجلها ذلك النبي والرسول وليس الايمان بالشخص وهذا امر الله الواضح في الكتاب ، يقول الله عز وجل في سورة محمد ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) - ( محمد ) ، فلم يقل الله الايمان بمحمد كشخص بل الايمان بما نزل على محمد وهو الكتاب أو الرسالة التي بعث من أجلها ، فالكتاب المنزل نور واحد لكل الأنبياء والرسل الذين يجب الايمان بهم جميعا دون تفرقة بينهم ، فالنبي محمد لم يأتي بدين جديد أو رسالة جديدة أو شرع جديد ، فرسالته تصحيح واستمرارية لدين الإسلام الحنيف ، وأمر الله للنبي محمد ولنا جميعا واضح في القران بالآيات المحكمات ، وهو اتباع ملة إبراهيم وأن نكون مسلمين وحنفاء له ذلك الدين القيم.
والسلام
وائل عبدالملك عبدالجبار
رسول الله الختم الأمين