الأعراف هي سيمات أصحاب الجنة وأصحاب النار التي يعرفون بها قبل دخولهم الجنة او النار وعليهم ملائكة رجالا أي مترجلين ( وقوف على القدمين ) هم ملائكة الأعراف أو أصحاب الأعراف
وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُۥ
( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} - الأعراف
الأعراف هي سيمات أصحاب الجنة وأصحاب النار التي يعرفون بها من قبل ملائكة الأعراف الموكلون بهم قبل دخولهم الجنة او النار وعليهم ملائكة رجالا أي مترجلين ( وقوف على القدمين ) هم ملائكة الاعراف أو أصحاب الأعراف
لقد ذكر الله عز وجل انه على الأعراف رجال ، فالأعراف هي السيمات لاصحاب الجنة واصحاب النار التي يعرفون بها قبل دخولهم الجنة او النار ، أما وصف رجال هم الملائكة المترجلون على الاقدام الموكلون الذين يعرفون أصحاب الجنة وأصحاب النار بسيماهم الظاهرة الواضحة وبينهما حجاب ، قال تعالى { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ } ،هؤلاء ليسوا رجال بمعنى انه جنس الذكور من بني الانسان ، بل القصد والمعنى ل رجال هو لفظ استخدمه الله في الكتاب لوصف كل من ترجل على قدميه سواء كان من بني الانسان او الملائكة ، والايات التي تؤكد هذا الاستدلال كثيرة في كتاب الله وهي واضحة كالشمس كما يلي
( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)} - النور
هؤلاء رجال هم من ملائكة الرحمن مترجلين مرابطين في الارض المقدسة في مكة المكرمة ، ولهذا تفصيل ليس هنا موضعه وسيأتي تفصيله في موضعه ان شاء الله
( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)} - البقرة
لقد شرع الله عند الخوف رخصة تغيير كيفية قيام الصلوة الحركية في مواقيتها في طرفي النهار وزلفتي الليل ، فجعلها تقام بالكيفية المناسبة لتلك الحالة ونحن رجالا على القدمين أو ركبانا على وسيلة النقل والسفر قطار أو طائرة
( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)} - الحج
الله أمر نبي الله إبراهيم بقوله تعالى { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا ( أي مترجلين على أقدامهم ) وعلى كل ضامر ( وعبر وسائل النقل والسفر المختلفة من الدواب وغيرها ) يأتين من كل فج عميق }
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ } الآية في سورة الأعراف تتحدث عن ملائكة مترجلين هم أصحاب الأعراف أنهم على الأعراف او السيمات التي يعرفون بها كلا من أصحاب الجنة وأصحاب النار ، حيث لكل منهما علاماته الخاصة التي يعرف بها دون الاخر ، فيعرفون أصحاب الجنة بسيماهم و يعرفون المجرمون أصحاب النار بسيماهم ، يعرف الصالحون أصحاب الجنة بسيماهم التي تخصهم وهي النور الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ، النور الأبيض لهالاتهم النورانية ، قال تعالى { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} - التحريم ، والفرح والسرور في وجوههم الضاحكة المستبشرة قال تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)} - عبس
وفي نفس الوقت يعرفون المجرمون أصحاب النار بسيماهم التي تخصهم بوجوههم المسودة وهالاتهم الزرقاء الخبيثة التي تحيط اجسامهم ، قال تعالى { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)} - طه ، ووجوههم الكالحة العابسة التي عليها غبرة ترهقها قترة قال تعالى { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)} - عبس
الملائكة اصحاب الاعراف يعرفون الصالحون اصحاب الجنة بسيماهم وهي الاعراف قبل دخولهم الجنة التي تتمثل بنور الوجه الأبيض والهالة النورانية البيضاء الناصعة حول أجسامهم وهم ضاحكون مستبشرون وينادونهم الملائكة في ذلك الموقف بالتحية والسلام ، وفي تلك اللحظات لم يكن أصحاب الجنة قد دخلوها بعد ولا يزالون في لحظة الانتظار لدخولها ، وهذا ما قاله الله تعالى { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } ، وفي ذلك الموقف الرهيب من حالة الانتظار ومرور الوقت الذي يتعجل به الصالحون أصحاب الجنة دخولها واذا ابصارهم تصرف صوب اصحاب النار فيقولوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ،
وخلال ذلك الموقف من الانتظار لأصحاب الجنة المتشوقون المتعجلون لدخول جنتهم ، وبعد التحية لهم من الملائكة المترجلين { أصحاب الأعراف } ، يتحول الحديث من ملائكة الأعراف او اصحاب الاعراف الى أصحاب النار وهم وقوف مترجلين على اقدامهم ترجل الذل والمهانة فيتم اذلالهم بالعذاب النفسي ويقولون لهم وهم يشيرون لأصحاب الجنة " أهؤلاء الذين كنتم تستكبرون عليهم باكثريتكم واقسمتم ان الله لن يهديهم إليه وان الله لن ينالهم برحمته فانظروا الان اليهم وهم يدخلون الجنة " ، وحينها يشاهد المجرمون اصحاب النار أهل الجنة وهم فعلا حقيقة يدخلون الجنة ، فيزداد عذابهم النفسي وتزداد الحسرة والندامة على انفسهم لما فرطوا في دنياهم ، قال تعالى { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} ، عند هذه الآية ينتهي الحوار الخاص بأصحاب الأعراف ملائكة الأعراف ، ثم تبدأ الآية التي بعدها ذكر الحوار الخاص بين الفريقين أصحاب الجنة وأصحاب النار مع بعضهما البعض ، قال تعالى { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} - الأعراف
والسلام
وائل عبد الملك عبد الجبار
رسول الله الختم الامين