معنى ما اتاكم الرسول فخذوه ليس اتباع السنة النبوية المزعومة

 






يقول الله جل شانه :- [ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ] ، هذا الشطر من الاية 





التراث المحرف في دين البخاري والكافي يستدل بشطر من هذه الاية ويزعم انها دليل على امر الله بوجوب طاعة الرسول بكتب التراث ، يقول الله جل شانه :- { مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الحشر7


الجواب : حتى يتم فهم هذا الجزء من الاية نستعرض سويا ايات سورة الحشر من اولها حتى نصل الى هذا الجزء من الآية ونتأكد بشكل قاطع ان المقصود بما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا في جزء من الآية هو حكم  الله الخاص بالفيء والغنائم التي تغنم ويحصل عليها دون خوض معركة او قتال ، وليس المقصود من الاية وجوب طاعة الرسول عبر اتباع كتب التراث المزعومة للرسول زورا وهي في الاساس دين الشيطان الذي صنعه للالتفاف على كتاب الله بدين شيطاني اخر كما وضحت ذلك في موضوع ( اللغو في القران )


{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(2) { عند تدبر هذه الايات نجد انها تتحدث عن حادثة محددة وهي خروج الذين كفروا من ديارهم لاول الحشر } 

وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ(5) { الآيات السابقة مستمرة في اخبارنا عن الذين كفروا الذين أخرجوا من ديارهم لاول الحشر ويوصف الله احوالهم } وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) { وهنا يبين الله حكمه الخاص عن الفيء وهي الغنائم التي يحصل عليها بدون معركة فلها حكم مختلف خاص بها حصرا } مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7) { وهذا هو الجزء من الاية الذي يستدل به رجال دين التراث بما يحتويه في جزء من الاية بوجوب اتباع ما اتاهم الرسول وان ينتهوا عن ما نهاههم ويحورونها ان المعنى المقصود هو طاعة الرسول بكتب التراث خدعة للناس وايقاعهم في شرك التراث الذي يخالف ويلتف على كتاب الله ، ففي كتاب الله الامر واضح جدا انه لا طاعة الا لرسول في حياته لانه عالم وعامل بكتاب الله المنزل وهو الذي يحكمه للناس كما انزل الله ، ولكن بعد موت الرسول يكون كتاب الله هو الحكم الذي يحتكم اليه الناس عند اختلافهم في اي شيء ، فالله يسألنا في يوم القيامة عن اتباع كتابه فقط ولا يسألنا على كتب التراث ، فكل شيء يتم عرضه على كتاب الله لاخذ الحكم ، ففي شطر الاية السابقة يتكلم الله عن حكم الفيء والغنائم التي تغنم بدون حرب ولا قتال وكيفية تقسيمها على المذكورين في الآية بطرقة تختلف عن الطريقة الاعتيادية في تقسيم الغنائم التي تغنم بعد الحرب والمعارك ، فحكم الله في تقسيم هذا الفيء والغنائم التي تكسب بدون حرب او قتال هو تحت تصرف الرسول ومسئوليته بامر الله ، فمن أعطاه الرسول شيئا من هذا الفيء فليأخذه منه وهو راض بحكم الله ، وما نهاهم عن اي شيء في هذا الفيء فلينتهوا وهم راضين بحكم الله ،  فالاية  تبين حكم الله الخاص بالفيء والغنائم وكيفية تقسيمها وفيها يعطي الله الرسول الصلاحية الكاملة في اتخاذ الاول والاخير فقال لهم جل شانه في الشطر الاخير من الاية ( .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  .. ) ، فالله يقول للجميع في اخر هذه الشطر من الاية ان يتقوا الله وانه شديد العقاب بان يسمعوا ويطيعوا الرسول بما ياتيهم وينتهوا عن ما ينهاهم في كل القرارات التي يراها الرسول مناسبة في تقسيم تلك الغنائم ، وانهم مأمورون من الله بان لا يأخذوا من الفيء إلا ما يعطيهم اياه رسول الله ، ولكن رجال دين التراث المحرف أخذوا شطر هذه الاية بشكل مجرد واقتطعوها من سياقها من اجل اثبات وجوب اتباع كتب التراث المحرفة ، فهم اقتطعوا هذه الاية من سياقها دون ربطها بمعناها الحقيقي الذي يتكلم الله عنه بفهم ما قبلها وما بعدها من الايات في سورة الحشر ، لانهم اذا ربطوا الايات مع بعضها البعض سوف يظهر معنى كلام الله بشكل واضح وهو حكم تقسيم الفيء والغنائم التي تكسب دون حرب او قتال وليس عن وجوب طاعة التراث كما يزعمون

والسلام

وائل عبد الملك عبدالجبار

رسول الله الختم الامين




إرسال تعليق

أحدث أقدم