الايمان بالكتاب المقدس بوضعه الحالي فرض عين على كل مسلم
ومسلمة بعد ان جعل الله القران مهيمنا عليه
اضاءات نورانية من نور الله النور
فمثلا عندما تكلم الله في القران عن قصص الاقوام السابقة والعبر القرآنية والآيات العلمية والكونية المختلفة فقد ذكرها بشكل مجمل ومختصر للغاية ، وفي كثير من الآيات تكلم الله عن حقائق علمية وكونية واعجازية بكلمات دقيقة للغاية تحمل في طياتها الكثير من المعلومات وتكشف لنا حقائق غابت عنا او تم تزييفها او تحريفها او تحويرها عن معناها الحقيقي في الكتب السابقة ، ولكي نستطيع فهم معناها الحقيقي الصحيح نحتاج الى بحث منهجي علمي كما امرنا الله بالرجوع الى التفاصيل الموجودة في الكتب السابقة وربطها بمراجع العلم والتاريخ والفلك وغيرها ، فعندما نبحث في الكتب السابقة وننطلق من قاعدة أساسية ان القران مهيمنا عليها معنى ذلك اننا نعلم مسبقا الحقيقة المجملة عن موضوع ما ونستطيع خلال بحثنا كشف مواضع التحريف والزيف التي سنواجهها سواء في قصص الأمم السابقة او قصص الأنبياء او الحقائق العلمية او التاريخية او الكونية او غيرها وبذلك يمكننا ان نعلم الحقيقة الكاملة عن القصص والاحداث والعلوم وغيرها بما تم تحريفه وتزييفه في الآيات او معانيها وشروحاتها ، ويتبين لنا صدق هذا القران الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انه منزل من لدن علام الغيوب المحيط بكل شيء.
والحقيقة اننا نحتاج دائما قراءة الكتاب المقدس مع القران اذا اردنا معرفة معلومات اكثر عن الأمم السابقة او القصص القرآني او أي شيء لم نستطع فهمه من القران ، فالله يذكر في القران قصص قرانيه او اخبار أمم سابقة او اشراط الساعة او القيامة الكبرى نستطيع فهمها اكثر بالعودة الى آيات الكتاب المقدس التي ذكرها الله بأسلوب مختلف يسهل علينا الفهم الاعمق ، وكذلك يوجد في القرآن بعض الفاظ ومصطلحات قرانيه يمكن فهمها جيدا بالرجوع الى ما قاله الله عنها في الكتب السماوية السابقة ، فيمكننا فهم التفاصيل المختلفة التي يمكننا ربطها بالعلوم الحياتية المختلفة في مجالات الطب أو الهندسة أو الفلك أو الفضاء ...الخ ، فالشرط المهم هو الالتزام بالقاعدة الإلهية التي تأمرنا بجعل القرآن مهيمنا على ما سبقه من الكتب السماوية السابقة بسبب ما شابها من تحريف كلام الله عن مواضعه ، ولكن القرآن تكفل الله بحفظه من العبث والتحريف ووصول ايدي الناس اليه ، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فعندما نربط الآيات لنفس الموضوع في القران والكتاب المقدس تظهر مواضع التحريف والحقائق التي طمسها الأشرار في كتاب الله ، وتظهر التفاسير المغلوطة التي زيفت عن أخبار الأمم السابقة أو قصص الأنبياء وغيرها ، فيمكننا الوصول إلى المعنى الحقيقي الصحيح لآيات القرآن الكريم والكتاب المقدس كما انزله الله.
الدليل الأول
يأمرنا الله في اول آيات القران من سورة البقرة بضرورة ووجوب الايمان بالكتب السماوية السابقة نظرا لأهميتها الكبيرة في فهم القران كما انزله الله بشرط ان نجعل القران مهيمنا عليها حتى تظهر مواضع التحريف فيمكننا تلافيها وتجنب الوقوع فيها ، فيقول جل شانه في بداية سورة البقرة أن الايمان بالكتب السماوية السابقة لنزول القران صفة من صفات المؤمنين المتقين الذين هم على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ، لأن الإيمان بالغيب وإقامة الصلوة والإنفاق من رزق الله والإيمان بما أنزل علي محمد والايمان بما انزل من قبله حتما يؤدي الى الهدى والفلاح
يقول-الله جل شأنه-:- (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) (البقرة).
يقول-الله جل شأنه-:- (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة: 136)
يقول-الله جل شأنه-:- (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) (النساء: 162).
الدليل الثاني
لقد دأب رجال الدين التراثيين المغضوب عليهم من القادة أو الضالين من الاتباع على اضلال الناس ونشر سمومهم بالتحريض المستمر واطلاق الفتاوى عبر مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي على تحريم الإيمان بالكتب السماوية السابقة بحجة أنها كتب محرفة ، ويزعمون بتفسيراتهم الشيطانية ان الله يأمرنا بالإيمان بأصول هذه الكتب السماوية السابقة قبل تحريفها ولكن بعد ان تم تحريفها بوضعها الحالي ( الكتاب المقدس ) فلا يجوز الإيمان بها اطلاقا حسب زعمهم.
ونرد عليهم بالقول : ان هذه الكتب السماوية السابقة كانت محرفة أصلا وقت نزول القران ولم تكن على أصولها بدون تحريف وقت نزول القران ، وإن التحريف الذي طال الكتب السماوية السابقة كان في بعض نصوصها او شروح معانيها قبل بعثة النبي محمد بألاف السنين ، أي ان هذا التحريف في بعض النصوص أو الشروح موجودا حاصلا وقت نزول القرآن الكريم على النبي محمد ، والدليل على ذلك أن الله أعلمه في القران بحدوث هذا التحريف في الكتب السماوية السابقة ، اي ان هذا التحريف لم يشمل أصول الكتب السماوية السابقة كلها كما يزعمون بل كان التحريف في بعض النصوص او الشروح مع بقاء النصوص كما هي.
يقول-الله جل شأنه-:- (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء: 46).
يقول-الله جل شأنه-:- (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة: 13).
يقول-الله جل شأنه-:- يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة: 41).
يقول-الله جل شأنه-:- (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة: 79).
الدليل الثالث
فطالما أن الكتب السماوية السابقة محرفة بالكلية حسب زعمهم ، وطالما أنه لا فائدة منها ولا بالرجوع إليها حسب زعمهم أيضا ، فيكون السؤال لهم هو لماذا يأمرنا الله بالأيمان بها وهي عديمة النفع والفائدة ومحرفة بأكملها ، ولماذا يأمرنا الله بالأيمان بالكتب السماوية السابقة وهي محرفة أصلا؟ ولماذا يأمرنا الله بالرجوع الى نصوصها وهي محرفة مغلوطة وغير صحيحة؟ ولماذا يأمرنا الله بالرجوع الى كتب سماوية اصلية سابقة ليس لها وجود أصلا الان ؟ وهي غير موجودة على مواقع الانترنت وغير متوفرة في المكتبات العامة المتاحة للناس ولا يمكن الحصول عليها؟
ويكون السؤال أيضا لماذا يأمرنا الله بالأيمان بالكتب السماوية السابقة وهي محرفة مغلوطة لا يمكن الاستفادة منها في أي شيء نستدل به او نرجع اليه في امر ما ، ولا يمكن ان يكون الإيمان بها كما امر الله مجرد إقرار او قول باللسان فقط دون ان يترتب عليه عمل يصاحبه ، فهذا الكلام مرفوض لأنه يخالف آيات القرآن التي تؤكد أن الإيمان بشيء ما يجب أن يصاحبه القيام بعمل ما يترجم ذلك الإيمان الى واقع ملموس ، فهل يعقل ان الله يأمرنا بالإيمان والرجوع إلى كتب سماوية سابقة ليس لها وجود أصلا وهي عديمة النفع والفائدة ومحرفة بأكملها ، وهل يعقل ان الله يأمرنا الايمان بها بالقول باللسان فقط دون عمل يصاحب ذلك ويكون الايمان بها مجرد ديكور صوري ليس الا.
ونرد على ذلك بالقول :- هذا كلام سخف بحق الله لا يقبله عقل ولا منطق ويكذبه كتاب الله الذي يأمر الرسول أن كان في شك مما أنزل إليه أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله ليتبين انه قد جاءه الحق من ربه ويزول عنه الشك ولا يكونن من الممترين.
يقول-الله جل شأنه-:- (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (يونس: 94).
الدليل الرابع
كتاب الله يؤكد على صلاحية أحكام التوراة وانها ماتزال مرجع لحكم الله في نصوصها التي لم تحرف حتى الآن ، فتلك الأحكام والنصوص التوراتية متطابقة مع أحكام ونصوص القرآن الكريم ولا تتعارض معها ، والدليل على ذلك هو طلب الله من رسوله أن يقول لأهل الكتاب الذين جاءوا اليه ليحكموه فيما بينهم على موضوع معين ان يحكموا التوراة التي عندهم وفيها حكم الله بما سألوا عنه النبي ، وهذا دليل اخر يؤكد على وجوب الايمان بالكتب السماوية السابقة قولا وعملا ، وهو إقرار الهي بانه ما يزال هناك نصوص واحكام غير محرفة في الكتب السابقة لابد من الرجوع اليها لنعلم صدق هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
يقول-الله جل شأنه-:- (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (المائدة: 43).
الدليل الخامس
كيف يشرع رجال الدين الأشرار تحريم الايمان بالكتب السماوية السابقة بحجة تحريفها وفي نفس الوقت يخبرنا الله ان القران جاء مصدقا لما بين يدي نبينا محمد من التوراة والإنجيل الموجودتين أصلا في عصره وقت نزول القران عليه ، اليس هذا دليل قاطع وكافي يؤكد ان التوراة والإنجيل غير محرفتين في أصولهما ولكن التحريف كان في بعض نصوصهما فقط ولذلك امرنا الله بالرجوع اليها لمعرفة التفاصيل في الأمور الغير مفصلة في القرآن ، ومن أجل ضمان عدم الوقوع في بعض مواضع التحريف فقد أمرنا الله جل شانه بجعل القرآن مهيمنا عليهما وعلى كل ما سبقه من الكتب السماوية.
الخلاصة
ان الله يؤكد في آيات كثيرة في القران انه جاء مصدقا لما سبقه من الكتب السماوية ، وانه جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والانجيل الموجودتين في عصر النبي الاكرم محمد وقت نزول القران عليه ، أي انهما كانتا غير محرفتين في كل اصولهما في ذلك الوقت ، ولذلك نحن مأمورون من الله بالرجوع اليهما لمعرفة معلومات وتفاصيل عن مواضيع مختلفة لم يذكرها الله بالتفصيل في القران.
يقول-الله جل شأنه-:- (وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) (آل عمران:50).
يقول-الله جل شأنه-:- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً) (النساء: 47).
يقول-الله جل شأنه-:- (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ)(البقرة:41)
يقول-الله جل شأنه-:- (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (المائدة : 48).
يقول-الله جل شأنه-:- (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (الأنعام : 92).
يقول-الله جل شأنه-:- (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89).
يقول-الله جل شأنه-:- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (البقرة:91).
يقول-الله جل شأنه-:- (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:101)
يقول-الله جل شأنه-:- (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) (آل عمران: 3).
الدليل السادس
حكم الله في القران على جميع الأنبياء والرسل والمؤمنين الإيمان بجميع الكتب السماوية المنزلة ، لأنها جميعها نزلت من نور واحد ومن اله واحد ووحي واحد لا يتغير ، وينزل الله الكتب السماوية مصدقة لما جاء قبلها من كتب لتلافي مواضع التحريف ان وجدت ولا يلغيها على الاطلاق ، فالله انزل التوراة وفيها هدى ونور وضياء من نوره جل شانه ، ولكنه في وقت ما لاحقا قام الأشرار بتحريف بعض الكلم عن مواضعه ، ولذلك عندما انزل الله الانجيل بعد التوراة جعله مصدقا لما قبله من التوراة لتصحيح التحريف في التوراة ولم يلغيها جل شانه نهائيا ، ولكنه في وقت ما بعد ذلك قام الأشرار بتحريف بعض كلم الانجيل عن مواضعه ، ولذلك عندما انزل الله القران بعد التوراة والانجيل جعله مصدقا لما قبله من التوراة والانجيل لتصحيح مواضع التحريف الذي طال التوراة والانجيل ولم يلغيهما جل شانه نهائيا
فالله ينزل الكتب السماوية مصدقة لما قبلها من الكتب لتلافي مواضع التحريف لأنه ينزل في الكتاب اللاحق آيات تصحيحية لما حرف في الكتاب السابق ولا يلغيها نهائيا ، وتكون في تلك الكتب السابقة الآيات والنصوص الصحيحة الغير المحرفة المنزلة من الله والواجب على الناس اتباعها ، وامر الله في هذا الشأن واضح وصريح وهو فرض الايمان بكتب الله كافة والرجوع اليها وجعل القران مهيمنا على ما سبقه من الكتب لتلافي مواضع التحريف وجعل الذكر في القران محفوظا من العبث بأمره جل شانه
يقول-الله جل شأنه-:- (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (الصف: 6).
يقول-الله جل شأنه-:- (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) (المائدة: 46).
الخلاصة
نحن مأمورين من الله الإيمان بكل كتب الله السماوية بما فيها التوراة والإنجيل ، ونحن مأمورين بالتحقق والتدقيق بالكتب السماوية السابقة وجعل القران مهيمنا عليها حتى نعرف مواضع التحريف في الآيات او الاحكام او قصص الأمم السابقة وغيرها .